قصة تزوجت بها سرًا (الجزء الثاني)

عبّرت الزوجة عن صدمتها لزواج الزوج من امرأة أخرى، بعد أن أعطته كل ما تملك من حب وقدّمت له كل ما تستطيع لتسعده. التقت الزوجة بالزوج في الجامعة حيث أبهرته شخصيتها المميزة وجمالها الداخلي، وتعلق بها قلبها بشدة وتبادلا معا الكثير من الحب والأماني. وعلى الرغم من رفض والدها للزواج، لم تيأس الزوجة وقررت أن لا يفرق بينها وبين حبيبها، بغض النظر عن محدودياتها المادية.

صمدت وصبرت وعملت جاهدةً لأجل حياتنا، لكننا باءت جهودي بالفشل وتراكمت الديون علينا. بدأتُ أشعر باليأس والاكتئاب، ولكنه كان دائمًا بجانبي يشجعني ويدعمني، وهذا ما جعلني أحاول مجددًا وأثابر. لم نستسلم للظروف الصعبة، بل قاومنا معًا وسعينا لتحقيق أحلامنا، وبفضل العمل الجاد والإرادة الصلبة نجحنا في تحسين أوضاعنا المادية وتحقيق الاستقرار. والآن، نحن متزوجون منذ سنوات عديدة ويجمعنا حب وتفاهم واحترام، ونفخر بما تحقق لنا من نجاحات وتحديات تخطيناها معًا.

بعدما اضطررت للعمل رغم صعوبة حملي، قدمت صديقتي لي مساعدتها في العثور على عمل أقل تعبًا، وعلى هذا النحو امتدت السنوات. أنجبت طفلاً وطفلة ورعيتهما إلى جانب والدة زوجي، فيما بينما زوجي كان يواجه صعوبات في تأمين عمل مستقر وغالباً ما يستقر في المنزل لفترات طويلة. كان يشغفه برامج الطهي وتفننه في اختراع وصفات شهية، فقررت مساعدته في تحقيق حلمه والتسجيل في دورة تدريبية مكثفة في فن الطهي. بعد فترة، تمكنت من توفير فرصة عمل في فندق كبير له وبعدها علمت بمسابقة عالمية للطهاة، فقمت بتسجيله في المسابقة رغم رفضه للفكرة. وبفضل جهوده وموهبته، فاز بالمسابقة وحصل على مبلغ مالي كبير ووظيفة أحلامه.

كان من المتوقع أن يسافر ويبعث لنا لحضوره، ولكنه رفض فجأة بدون سبب مقنع، وأخذ يماطلني شهراً بعد آخر، حتى مر عام كامل لم نجتمع إلا عبر المكالمات الهاتفية المتباعدة ومبلغ مالي يصلنا منه نهاية كل شهر. في بعض الأحيان، كنت غاضبة، لكنني كنت أتدارك نفسي وأعاتبه على تصرفاته. فكان اللوم يقع على انشغاله بعمله ونجاحه فيه، الذي كانت هذا ما تمنيته له يوماً، وفي النهاية كان يفعل كل ذلك من أجلنا. كنت أسامحه مرارًا وتكرارًا وأصدق كل الأعذار الواهية التي يقدمها لي. ولكن يومًا ما، اتصلت بي صديقتي في الصباح الباكر لتخبرني أنه متزوج من امرأة أخرى. تساءلت حينها، ماذا حدث لحبي الزائد له؟ وما الذي فعله بي؟

عندما علمت زوجتي بزواجي من امرأة أخرى، توقعت بأن تفقد صوابها وتنفجر غضباً وتتحداني لتركها، لكنها لم تفعل ذلك بل طلبت الطلاق بكل هدوء وكبرياء. كانت قوية دائماً ولم تحتاجني يوماً، فهي كانت تهتم بنفسها وبالأولاد وأنا أيضاً، وتحملت مسؤولية البيت بالكامل. لم تطالبني بأي شيء ولم تتذمر من تركي لعملي، وكنت أدرك أنها تريد مني النجاح في عملي حتى لا تشعر بالندم بسبب زواجها مني، وليس لأنها تحتاجني. لم تتذمر أبداً ولكني كنت أدرك جيداً أنها نادمة بشدة على زواجها مني، ولكن كبرياؤها لم يسمح لها بالاعتراف بذلك.

بصراحة، الوضع مع زوجتي الثانية مختلف تمامًا. تبدو ضعيفة بجانبي، وتشعرني بالاحتياج بشدة. هي تعتمد عليّ بشكل كامل، وأدرك تمامًا أنها لن تستطيع العيش بدوني حتى لو لحظة واحدة. وافقت على طلبها بالطلاق، ولا يمكنني الجدال معها أو إقناعها بخلاف ذلك، فعندما تقرر شيئًا، فإنه لا يوجد أي شخص يستطيع التأثير على قرارها. عندما قررت الزواج مني، فعلت ذلك برغم كل الصعاب، وعندما قررت التخلي عني، لا يوجد شيء يمكن أن يغير رأيها.

لا أشعر بالقلق على أطفالي، فأنا متأكد من أنها ستعتني بهم بشكل جيد كما كانت تفعل دائمًا. أما بالنسبة لي، فأريد أن أسير في طريق السعادة وأختار الشخص الذي أشعر معه بالحب والسعادة. أعلم أنها ستكون بخير بغض النظر عما يحدث بيننا، ولكن المشكلة هي أن رحلتي بدأت في الانزلاق نحو الهاوية بعد ذلك.

شـاهد الجزء الثالث من هنا قصة تزوجت بها سرًا (الجزء الثالث)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى