قصة تزوجت بها سرًا (الجزء الثالث)

عندما قالت لي صديقتي “إنه متزوج من شخص آخر”، صرختُ فيها وصرفت انتباهها عن الأمر قائلة إن زوجي لن يخونني أبدًا، ربما رأت شخصًا يشبهه. فردت علي بأنها تعرف كم أحب زوجي وأنني لن أصدقها، لذا قامت فقط بإرسال صورة ومقطع فيديو. كنت متوترًا وعصبيًا، وعندما وصلت الصورة، فتحتها بيدٍ مرتجفة وبدأت أرى الصورة ومقطع الفيديو الذي أرسلتهما. لم يكذب عليَّ قائلةً إن زوجي متزوج من شخص آخر، ولم يحدث تباس في رأيّتي. كانت عضلاتي متشنجة وعقلي رافضًا الأمر بشدة، وكان قلبي يرتجف ويشعر بالخوف والتضيق بين الضلوع.

بمجرد فتح الفيديو، بدأتُ بسرعة في البحث عن شيء يكذب ما رأيتُه، أو حتى أي شيء يمكنني أن استند إليه لإنقاذ عالمي الذي بنيتُه بعناء. ومع ذلك، لم أجد سوى الألم والحسرة. رأيتُ زوجي يطعمها بيده، ويمسح خصلات شعرها، ويراقبها بعيون تنبع منها الحب. كان يفعل معها كل ما كان يفعله معي قبل الزواج. شعرتُ أن الأرض تتحرك تحت قدميّ، وأن حياتي تنهار حولي، وأن أحلامي تتحطم من جميع الجهات. استعددت للتعامل مع الحقيقة بشجاعة، وعرفت أنني لم أعد قادرة على تجاهل ما فعله زوجي بي. لذلك، أسمع صوت نبضات قلبي وأتألم بكل بلوعة وانكسار، وأشعر بالوهن والانهيار. لن أتظاهر بالقوة والصمود، فأنا أحتاج إلى الاستسلام للوجع لبعض الوقت حتى أستطيع أن أتعافى وأعطي نفسي الفرصة الكاملة للشفاء. تركتُ عملي وجلست مع أطفالي الصغار، فهم هم الذين يمنحونني الأمان والحب الذين أحتاجهم الآن. خلال شهرٍ كامل، استمددتُ القوة من برائتهم، وداويتُ قلبي بترياق حبهم.

بعدما أشفيت من صقيع روحي بدفء حنانهم، استعدت روحي وقوتي من جديد وبدأت أرسم خارطة حياتي من الصفر. ولكي أبدأ رحلتي بشكل جديد، قررت الانفصال والحصول على الطلاق. بدأت أفكر في العمل ولم أكن أرغب في العودة إلى عملي القديم، بل أردت أن أقوم بعمل أحبه وأضع فيه كل طاقتي ووقتي وحماسي. لذلك، قررت متابعة هوايتي القديمة في تصميم الأزياء. تميزت في هذا المجال وحصلت على جائزة أفضل تصميم في مسابقة أقامتها الجامعة منذ سنوات طويلة، وكان الجميع يثنون على ذوقي الرفيع في تصميم الملابس.

أصبحتُ ملهمة في تنسيق الملابس ولكنني لم أستطع تحويل هذه الموهبة إلى واقع ملموس. قمت بالبحث عن دورات تعليمية لتطوير مهاراتي وتعزيز موهبتي، ونجحت في الحصول على دورة تعليمية تساعدني في ذلك. بعد ذلك، قمت بفتح متجر صغير وبدأتُ في الترويج له بين صديقاتي الأثرياء السابقات. ولكن عندما جاؤوا لزيارتي للمرة الأولى، شعروا بالازدراء تجاه متجري. لكني نجحت في جذب انتباههم بتصاميمي الفريدة وأزيائي الرائعة. أدركتُ تماماً كيف يفكر هذه الطبقة، فأنا كنتُ جزءًا منها منذ زمنٍ بعيدٍ. هم يبحثون دائماً عن التميز والإبداع، وهذا ما تمكنت من تقديمه لهم. بفضل الجهود المتواصلة، توالت النجاحات وازداد شهرة متجري الصغير حتى امتلأ بالزبائن.

بدأتُ أصبح مشهورة وتدفقت الأموال عليّ من كل اتجاه، وكنتُ أرضي رغبات وأذواق زبائني لجني المزيد من الأرباح. استأجرتُ متجراً كبيراً في حي فخم واستعنتُ بفريق من الخبراء، وقمتُ بتأجير شقةٍ كبيرةٍ بجوار المتجر. لقد كان الرزق يأتي إليَ بشكلٍ غير متوقعٍ، وكأن الله يعوِّضني عن خسارة قلبي بنجاحي في العمل، ويفتح لي أبواب الرزق على نحوٍ واسعٍ لم يخطر ببالي. صدقوني عندما أقول إنني لا أصدِّق ما حدث معي خلال عامٍ ونصف، فأصبحتُ مالكة للكثيرِ والكثيرِ، وحظيت بشهرةٍ كبيرةٍ لا تستهان بها. شعرتُ بالرضا التام ولم أعد أحتاج إلى شيءٍ بعد ذلك، ولكن جاء اليوم الذي اختبرتُ فيه قوة إرادتي، وعليَّ أن أتخذ القرار المصيري…

شـاهد الجزء الأخير من هنا قصة تزوجت بها سرًا (الجزء الأخير)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى