قصة زوجة الأب (الجزء الثالث)
عندما أغشي علي دون أن يشعر، كونه كان مرهقًا من السفر طوال اليوم، استغلت الفتاة الفرصة وقامت بنزع شعرة ذهبية من رأسه، وأعجبت بها وأخفتها بين ثيابها.
فجأة، بدأت الأفعى تصدر أصواتًا من داخل البئر، مشيرة إلى قرب صعودها لتتناول وجبتها كالعادة. خافت الفتاة وبدأت تبكي، ما دفع علي للاستيقاظ على صوت بكائها وسألها: “لماذا تبكين؟” فأجابت: “الأفعى تستعد للصعود.”
علي غضبًا قال لها: “لماذا لم توقظيني كما طلبت منك؟ لقد كنا على وشك أن نكون وجبة للأفعى كلينا.”
أمرها بالبقاء هنا ووعدها بأنه سيتخلص من الأفعى. ثم أخذ علي سلاحه ودخل البئر حيث واجه الأفعى ذات السبعة رؤوس. أطلق رصاصة وأصاب رأسًا من رؤوسها.
فقالت الأفعى له: “هذا ليس رأسي الحقيقي.”
أجابها علي بغضب: “وهذه ليست طلقتي الحقيقية أيضًا.”
ثم أطلق رصاصة أخرى وأصاب رأسًا آخر، فعادت الأفعى وقالت: “هذا ليس رأسي الحقيقي.”
فأجابها علي بثبات: “وهذه ليست طلقتي الحقيقية أيضًا.”
واستمر الحال كما هو، حتى وصل علي إلى الرأس السابع من رؤوس الأفعى، وأطلق عليه رصاصة وأصابه. في هذا الوقت، قالت الأفعى: “لقد أصبت رأسي الحقيقي.”
فأجابها علي قاطعًا: “وهذه كانت طلقتي الحقيقية.”
بعدما تخلص علي من الأفعى، نجت الفتاة من الموت. وبما أن الفتاة كانت ابنة الملك، رفض أهل القرية قبول نجاتها، يعتقدون أنها بسبب دلالتها رفضت أن تضحي بنفسها.
عندما سمع الملك صياح الناس وهم يهتفون: “لا، هذا ليس عدلًا، بناتنا ضحين بأنفسهن وابنة الملك المدللة رفضت التضحية؟ لا، لا نقبل هذا.”
ونظرًا لأن الملك كان عادلاً، رفض ما يحدث. أخذ سلاحه وخرج ليقتل ابنته. ولكن الفتاة دافعت عن نفسها بسرعة قائلة: “لا يا أبي، انتظر حتى أشرح لك ما حدث.”
شرحت الفتاة لأبيها كل ما حدث، وعندما سمع والدها هذا الكلام، هدأ. أما أهل القرية، فقد فرحوا بهذا الخبر.
أراد الملك أن يلتقي بعلي ليشكره على فعله البطولي، فذهب مع ابنته إلى مكان البئر. ولكنهما لم يجدا علي، لأنه بعد أن تخلص من الأفعى، قد رحل.
شـاهد الجزء الرابع من هنا قصة زوجة الأب (الجزء الرابع)