ماالجزء الذي لا يبلى في جسد الإنسان إلى يوم القيامة؟
ورد في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة أن العجب الذنب هو الجزء من الجنين الذي يشكل جسم الإنسان ويبقى بعد موته، حيث يتجدد منه الإنسان عند البعث. وأشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن جسد الإنسان يتلاشى تمامًا باستثناء العجب الذنب، وعندما يرغب الله تعالى في إحياء الناس، ينزل المطر من السماء وينمو كل جزء من العجب الذنب تشبهًا بنمو النبات من بذرته.
من بين هذه الأحاديث، روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله: “كل ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب”، وفي رواية لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه، فسئل عن معناه فقال: يشبه حبة خردل في نموه”. وسجل الإمام مسلم في صحيحه أن أبو هريرة أخبر بنفس الحديث بصيغة مشابهة: “كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة”.
وفي لفظ آخر لمسلم كذلك جاء في هذا النص: “إن في الإنسان عظمًا لا تأكله الأرض أبدا، فيه يركب يوم القيامة. قالوا: أي عظم هو يا رسول الله ؟ قال: عجب الذنب”، وفي لفظ ثالث لمسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “ما بين النفختين أربعون” قالوا: يا أبا هريرة أربعون يومًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت قال: ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون، كما ينبت البقل” قال: قال: “وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظمًا واحدًا وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة”.
وفي تفسير الحديث، يُفهم من كلام أبي هريرة أنه ليس المقصود بالأربعين هو فترة زمنية محددة مثل أربعين يومًا أو شهرًا أو سنة، بل المقصود هو العدد الكلي الذي هو أربعين. وقد أشار النووي في تفسيره إلى أن الأربعين سنة وردت بشكل مفصل في بعض الأحاديث.
وتحمل هذه الأحاديث النبوية الشريفة حقائق علمية تم اكتشافها فقط في السنوات الأخيرة بواسطة علم الأجنة. فقد أثبت الخبراء في هذا المجال أن جسم الإنسان يتكون من شريط دقيق جدًا يعرف باسم “الشريط الأولي”، ويتشكل هذا الشريط بقدرة الخالق العظيمة في اليوم الخامس عشر من تلقيح البويضة وانغراسها في جدار الرحم. ومن خلال ظهور هذا الشريط، يتشكل الجنين بكل طبقاته وخاصة الجهاز العصبي والعمود الفقري وبقية أجزاء الجسم. فقد أعطى الله هذا الشريط الدقيق القدرة على تحفيز الخلايا للانقسام والتخصص والتمايز وتكوين أنسجة وأعضاء متخصصة تعمل بتناغم لأداء وظائف الجسم بشكل كامل.