قصة حقيقية مؤلمة (الجزء الثالث)
تم إدخال الشخص إلى العمارة ولم يخرج منها إلا بعد ساعة ونصف، ولم يعود يدخلها مرة أخرى بعد خروجه. في هذه الأثناء، أفادت الشرطة بأنه كان القاتل. عندما رأى بواب العمارة صورة هذا الشخص، أكد أنه نجار يدعى جبرائيل وأنه ليس من سكان المنطقة ولكنه يعيش في منطقة قريبة. قام هذا النجار بمساعدة البوابة لام خديجة بعد أن طلبت منه توفير نجار لإصلاحات صغيرة في منزلها. قام البواب بتوصيله ومن ثم اختفى تمامًا.
تم تحديد عنوان النجار وذهبت الشرطة إليه، لكن عندما سألوه عن مكانه في المنزل، أبلغوه أنه مفقود، وتبين أن اختفائه كان في نفس يوم وقوع الجريمة. هذه المعلومة أكدت للشرطة أن جبرائيل هو الجاني. بعد تحقيق طويل، تم القبض على النجار، ولكنه نفى تورطه تمامًا، حتى قال إنه لم يدخل العمارة على الإطلاق ولا يعرف من قتلهم.
ومع ذلك، عندما استدعي البوابة للوقوف أمامه وأخبروها بأنه هو من جلبه إلى الشقة بنفسه، تم تواجه النجار والبوابة، وأكد البوابة أنه هو من قام بجلبه إلى الشقة. بعد ذلك، اعترف جبرائيل بكل ما حدث. تعالوا الآن لأخبركم بما قاله جبرائيل وكيف ارتكب الجريمة ولماذا قتلهم.
لكن قبل أن أخبركم بالاعترافات، دعوني أعرفكم على جبرائيل بشكل أكثر تفصيلًا. جبرائيل هو نجار يمتلك ورشة صغيرة للنجارة، وفي نفس الوقت يمتلك مواهب سحرية ويعمل كساحر ودجال. يستهدف جبرائيل بشكل خاص النساء والفتيات الصغيرات، حيث يعتبرهم فريسة سهلة نظرًا لتقديمهم له فرصًا سهلة في التلاعب بهم. يعتقد النساء بشكل عام بسهولة في الخرافات والأعمال السحرية والشعوذة، وهو يستغل هذا الاعتقاد ليخدعهن ويضحك عليهن.
يقوم بابتكار أكاذيب وخدع للنساء، يقول للسيدات مثلاً: “لقد صُنع لك سحر أسود لجلب الرزق، ولكي أفكه لك، أحتاج منك أن تفعلي هذا وذاك”. يقع النساء في شباك هذا الساحر ويستغلهن حتى النهاية، يأخذ منهن أموالًا قدر ما يستطيع، ثم يذهب للبحث عن فريسة أخرى وثالثة وهكذا.
واقعت في شباك جبرائيل أم خديجة في يوم زيارة البواب لها، حيث أبلغها عن حاجتها إلى خدمة في العمارة. حضر النجار مع أدواته ودخل الشقة، وعندما عادت خديجة من الكلية لتناول الطعام والتوجه إلى المكتبة، اكتشفت أن النجار يعمل والدتها وحدها، لذا قررت أن تجلس معها حتى ينتهي النجار ومن ثم تذهب للعمل. كانت خديجة جميلة جداً ولم تتزوج بعد، وبالطبع كل أم تتمنى أن ترى ابنتها متزوجة. وفي سن العشرين، في الريف، يعتبرون الفتاة عانسة. هنا، عرف جبرائيل كيف يستغل هذا الموضوع؛ قال الدجال للأم: “هل ابنتك مخطوبة؟”
بالطبع، كان يعلم أنها ليست مخطوبة لأنها لم ترتدي خاتم الخطوبة، ولكنه يُطلق هذا السؤال على الأم لكي يستطيع صيد فريسته. ردت الأم قائلة: “لم يحالفها الحظ بعد”. فأجاب النجار بابتسامة شريرة:
أرغب في أن أخبرك أن ليس كل شيء يعود إلى القدر فقط. في بعض الأحيان، تحدث عقبات أخرى تمنع الفتاة من الزواج، وابنتك جميلة وأي شخص يراها يقع في حبها على الفور.
استغربت الأم من كلامه وقالت: “أنا لا أفهم ماذا تقصد؟”
أجاب جبرائيل بنبرة شريرة: “ابنتك تعاني من عمل سحري يمنعها من الزواج إلى الأبد!”
صدمت الأم بهذه الجملة وسألته: “وكيف عرفت ذلك؟”
استمر جبرائيل في كلامه الخبيث وقال: “أنا معالج روحاني وأفهم هذه الأمور جيدًا. اسألي عني وستتأكدي من كلامي. لقد تزوجت العديد من النساء اللاتي رفضن العرس، والعديد من النساء جئن إليَّ بعد سنتين من الزواج، وبعد مجرد جلستين حملت!”
صدقت الأم كلامه وسقطت في شباكه. بدأت تسأله بحيرة: “ماذا يجب أن أفعل؟”
أجاب ببرودة: “أنت لست بحاجة للقيام بأي شيء… أنا سأتولى الأمر الآن، ولا نريد أن نضيع وقتًا!”
طلب جبرائيل من الأم أن تدخل ابنتها إلى الغرفة وتتركهما وحدهما حتى يقوم بإجراء فحص عليها. هذا الفحص سيحدد نوع السحر الذي تعرضت له ومكان احتجازه.
الأم سارت وفقًا لكلام الدجال ودخلت ابنتها الذي رفضت الدخول إلى الغرفة وأغلقت الباب. كان جبرائيل يحمل زجاجة بها سائل غريب اللون والرائحة. طلب من “خديجة” أن تشرب من الزجاجة، وفعلت ذلك فعلاً. بعد بضع دقائق، سقطت “خديجة” في نوم عميق. وبمجرد أن دخلت حالة النوم هذه، أخذ جبرائيل وضع وسادة على وجهها وكبت التنفس…
عندما فقدت “خديجة” وعيها، خرج من الغرفة وذهب إلى الأم. فور خروج الأم، سألته قائلة: “أخبرني ماذا فعلت… هل يمكنني الدخول للتأكد من حالتها؟”
شـاهد الجزء الأخير من هنا قصة حقيقية مؤلمة (الجزء الأخير)