قصة زوجتي (الجزء الأول)
في اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان الماضي، وقبل موعد الإفطار بحوالي عشر دقائق، لاحظت زوجتي تحدق بي بنظرات غريبة وغير مفهومة تمامًا. تجاهلت هذا الشعور في البداية، ولكن في المرة الثالثة نظرت إليها بابتسامة استغراب وسألتها بصوتٍ مرتفع: “ما الذي يحدث، حبيبتي؟”. أبتسمت هي كما هي العادة بابتسامتها الجميلة وأجابتني.
“ستفتقدينني كثيرًا، أنا متأكد.”
ضحكت بصوت عالٍ ورددت معها وأنا أغمز وأقول:
“هل ستقاضيني في محكمة الأسرة أم ماذا يا مكارة؟”
ظهرت على محيّاها تعبيرات مختلفة فجأة وقالت لي بنبرة مزاحية قاسية قليلاً:
“أعوذ بالله، نحن أشخاص يعرفون الله يا عم.”
وظلت تحدق بي بطريقة غريبة طوال وقت الإفطار، حيث لم تأكل سوى كوب واحد من عصير الفاكهة. بعد صلاة التراويح، طلبت بطريقتها الودية أن ننام أنا وهي وبناتنا الاثنتين في سرير واحد حتى يأتي عيد الفطر، على الرغم من أنني استغربت من الطلب لأن البنات كبرن وقربن من سن المدرسة. لكني لم أكن قادرًا على رفض طلبها.
مرّ اليوم واليوم التالي حتى وصلنا إلى ليلة التاسع والعشرين، حيث وجدتها قد أعدت لي أكثر من 20 طبقًا مختلفًا لتناول الإفطار، حيث كان كل طبق منها صغيرًا للغاية. بدأت تقضي وقتًا طويلًا يصل إلى ست ساعات في تحضير الطعام. في ذلك الوقت، بدأت الشكوك تنمو في ذهني، ولكنني لم أرغب في الدخول في مناقشة حول تصرفاتها الغريبة ونحن نستعد للاحتفال بعيد الفطر. نحن نزلنا في الليل لأداء صلاة التراويح، وكالعادة، استأذنت بابتسامة ساحرة أن نبقى في المسجد حتى صلاة التهجد ونتناول وجبة السحور، وبعدها نصلي صلاة الفجر. على الرغم من أنني كنت أصلي التراويح وأعود، لم أستطع أن أرفض كلامها، خاصةً أنها زوجة تتقي الله وتعرفه حقًا.
أثناء أداء صلاة الفجر، شعرت بلمسة غريبة تضغط على صدري. استعنت بالله من هذا الشعور المخيف وعدنا إلى المنزل. ظهرت الرقية وتذكرنا بأن الغد هو عيد الفطر وأنه هو آخر يوم للصيام. كانت زوجتي كالمعتاد، تحدق في كل حركة وتفصيلة تقوم بها، كأنها تجهز لإجراء دراسة متقدمة حولي.
شـاهد الجزء الثاني من هنا