قصة زوجتي (الجزء الرابع)
حضنت أختها النائمة بقوة واستلقيت بجوارها في السرير لتهدئتها قليلاً. مر اليوم التالي بشكل عادي، لكن في اليوم الثاني وبعد منتصف الليل، استيقظت مرة أخرى على بكاء أسيل وسمعت صوت ضربات في غرفتها. ذهبت إلى الغرفة وأنا قلقة، ووجدتها جالسة في نفس الموقف وتبكي من جديد، ولكن ما لفت انتباهي هو أن شعرها كان مبعثرًا وكأنها حقًا تعرضت للضرب. استفزت هديل بقوة من نومها وسألتها بغضب:
“هل ضربتِ أختك؟”
رأيت هديل تنظر إلي بدهشة وعادت للنوم كأن شيئًا لم يحدث. حاولت أن أستوعب الموقف وهدأت أسيل التي لم يكن لديها سوى القول إن السيدة الشريرة تضربها. نمت معها مرة أخرى في ليلة جديدة.
في الليلة الثالثة، جاءت أسيل مختبئة وخائفة قبل النوم، وطلبت مني أن أنام معها. كنت على وشك العودة إلى عملي وأردت معالجة الأمر بسرعة. جلست بجانبها في السرير حتى نامت، ثم قمت بتحضير قهوة وجلست في الصالة وأفكر في زينب، السيدة التي جعلتني أعيش في جنة على الأرض، والتي لم أسمع منها كلمة “لا” طوال الست سنوات الماضية. كانت تقول لي في كل مرة أزعجتها فيها: “رضاك من رضا ربنا، فلا تزعل وحقك علي”.
للمرة الأولى أشعر بالكسرة الكبيرة، كسرة أكبر من تلك التي شعرت بها عندما توفي والدي. كأنني طفل صغير ضائع في سوق مكتظ بآلاف الأمهات، الله يرحمك يا أغلى الناس. ووسط دموعي التي تساقطت على خدي، رأيت ظلًا غريبًا واقفًا أمام غرفة البنات وينظر إلي بثبات غريب.
شعرت بالرعشة تسري في جسدي، ركزت نظري ورأيت شخصاً فعلاً يقف في الظلام أمام غرفة البنات، وبالتحديد جسماً أنثوياً. استعذت بالله من الشيطان الرجيم، ولكن في لحظة انتقل واخترق باب غرفة البنات. قمت بذعر وركضت نحو الباب، حاولت فتحه ولكنني فشلت، حاولت مرة ومرتين وثلاثة مرات ولم أتمكن.
وما جعل الأمر أكثر توترًا هو أنني سمعت بكاء أسيل مجددًا، ولكن مع صوت البكاء كان هناك صوت غريب يشبه نباح الحيوان. ناديت أسيل مرة ومرتين ولكنها لم ترد، آنذاك دب الجنون في داخلي، قمت بضرب الباب مرة ومرتين وثلاث مرات حتى تحطم ودخلت بعد تهور.
وشاهدت المشهد الأصعب الذي يمكنني أن أشهده في حياتي بأكملها. شاهدت…
شـاهد الجزء الأخير من هنا