قـصة جدتـي (الجزء الأخير)
وبدأت أتلفظ بها في داخلي دون أن يحرك لساني لكي لا يعلم أحد، وبعد مرور أسبوعين من الدعاء والتضرع، حلمت بك. رأيتك في حلمي تمد يدك لتساعدني، وقيل لي في الحلم بأنه لا يوجد أحد يستطيع مساعدتي سواك. الأمر الغريب هو أنني رأيت تقى، حفيدتي، بجانبك. تحدثت معها ووصفت مظهرك لها، وقالت لي أنك مدرسها الخاص، على الرغم من أنها غابت كثيرًا، إلا أنها كانت تعرفك جيدًا.
وطلبت منها أن تجلبك كمدرس خصوصي بدون أن تعرف أي تفاصيل عني، ولكنك جئت فعلاً. وربنا نجاني على يديك، نجاني على يديك يا بن الشيخ الوسيم.
وبينما كانت تقى ساجدة وتبكي وتناجي ربها بالتوبة، كان قرآن الفجر يتلى. نزلت صليت وطلبت مني أن أعود وأطمئن عليها. أديت صلاة الفجر وأثنيت على الله كثيرًا لأنني كنت سببًا في إنقاذ شخص من النار.
عندما عدت، فوجئت بمنظر غريب. الست العجوز ساجدة على سجادة الصلاة ولم تتحرك. حاولت أن أهزها يمينًا وشمالًا، لكنها لم تتحرك ولم تنطق. كانت جدة تقى، الساحرة التي كانت تعبد الشيطان منذ ساعتين فقط، توفيت وهي في صلاة الفجر. حينها بكيت كثيرًا، بكيت على بكاء تقى وهي تحتضن جدتها وتنادي عليها.
اتصلنا بأقرباء تقى ودُفِنت الست العجوز، واصطحبت تقى لتعيش معهم. وبعد الدفن، تجولت في المقابر وكانت الدموع تسيل على خدي.
كم هو رحيم ربنا بعباده، كم هو كريم، فإننا إذا نوينا التوبة بإخلاص، فسيسامحنا مهما فعلنا، وسيغفر لنا وسيكافئنا.
لا أعرف لماذا تذكرت قصة الشاب من بني إسرائيل الذي أطاع الله لمدة 20 عامًا ثم عصا ربه لمدة 20 عامًا، وعندما نظر إلى نفسه في المرآة ورأى شيب شعره، خاف ودعا الله.
يا رب، لقد عبدتك لمدة عشرين سنة وعصيتك لمدة عشرين سنة، فإن عدت إليك، فتقبلني. في تلك اللحظة، ناداه صوت ينبعث من قلب الله قائلاً: “أحببتنا فأحببناك، وتركتنا فتركناك، وعصيتنا فأمهلناك، وإن عدت إلينا فسنقبلك”. ربنا يمهلنا رغم معاصينا، وأعتقد أن الوقت قد حان للتوبة الصادقة لرب العالمين. فلنعود إلى الله يا عباد الله، ولنسارع في التوبة. توبوا إلى الله حتى لو كان ذلك في الحال.