طـعــ,ــنة من قريب (الجزء السابغ)

قمت بإخبار هنادي أختي أنني عرفت أنها ليست فتاة، وكانت صدمة حقًا. هذه اللكمة لا تُحتمل! يزن ابتسم بشراهة وقال لي: “أخبرتها بالطبع، لقد كنت سأموت من الرعب إذا رأت صدمتها.” هنادي ويزن، خطيبها، ضحكوا معًا.

في بيتي، أنا وسليم، طفلي. بعد أن ذهبت هنادي ويزن، ذهبت لأتوضأ وأصلي، ولاحقًا بدأت بالبكاء بحرقة وأنا في حضن ربي. بكيت وحاولت أكتم آهات بكائي حتى لا يسمع سليم. رفعت يدي إلى ربي وأنا في أقصى ضعفي وذلّ وانكساري، وقلت له: “يا رب، أشعر بالخوف الشديد. لا أعرف ما إذا كان يجب عليّ أن أخبر سليم أن يزن يعلم بأنني لست فتاة! أخشى أنه لن يسامح إذا علم بأن يزن يعرف!” لكن كيف علم بالفعل؟ يا رب، أعلم أنها امتحان من عندك، وأنك وضعت هذا الامتحان أمامي لأنك تعلم أنني قادرة وأنه خير لي. أنا واثقة من عدالتك ورضاك وعفوك، ومتأكدة أنك ستريحني وتريح قلب زوجي سليم. سجدت على المصلى لأشكر ربي على كل شيء، وبكيت بصوت يعكس كم الألم الشديد: “يا رب، يا رب، يا رب، لا تسمح لي بفقدان ما أريده. لم أفعل شيئًا، والله، وأعظم ثمنًا عندي هو حبيب نظرتي. يا رب، ارحم ضعفي وضعف قلب زوجي.” استيقظت من سجودي ووجدت سليم يجلس بجواري ويبكي، دموعه تنهمر بكثافة على حالتي وضعفي.

انتهيت من الصلاة واقتربت قليلاً منه. قلت له برقة: “ما الذي يحدث؟ لماذا تبكي ؟ دموعك ثمينة بالنسبة لي.” شدني بحضنه بشدة، وكأنه يرغب في أن يحتضنني بين ضلوعه. بعد فترة، أطلقني وهو ينظر في عينيّ. قال سليم: “لماذا لم تخبريني بما حدث بينك وبين يزن في المطبخ؟” اختبأت في حضنه وبكيت بشدة، وقلت له: “كنت سأخبرك، والله، والله كنت سأخبرك، لكنني كنت خائفة عليك، خائفة أن أفقدك، يا روحي، هناك. خائفة جدًا عليك.” سليم، بقسوة، أخرجني من حضنه، قائلاً: “لماذا تخافين؟ ومن أي شيء؟ أنا أسألك عن سقوطك وعندما يلحقك يزن قبل أن تقعي، بنتك طوال حياتها تخبرني بكل شيء يحدث لها، حتى لو كان صغيرًا. لماذا لم تأتِ وتحكي لي بعد أن ذهبوا؟” مسحت دموعي وبدأت برسم ابتسامة خفيفة وغامضة على شفتي: “أها، لا، كنت سأخبرك، ولكن نسيت الموضوع. على أي حال، ليس هناك حاجة لكثير من الكلام أو التفسير.”

وجدت نفسي ملقاة على سجادة المطبخ عندما خرج يزن يمسك بيدي قبل أن أسقط. ولكن، للأسف، سقطت الأكواب الزجاجية الجديدة. بالله عليك، يا سليم، تعلم أنني اشتريت هذه الأكواب الجديدة مع أمي؟ كنت أحب شكلها جدًا واعتزمت استخدامها لتقديمها لأي ضيف يأتي لزيارتنا بعد الزواج. ولكن يبدو أن كل ما نتمناه لا يحدث.

أخذني سليم في حضنه بشدة. سليم: سنحقق كل ما حلمنا به، يا نور عين سليم. ردفت وأنا في حضنه، بكلمة قاطعة تجعل الكلام السابق يبقى صامتًا: “سليم، اتركني!”

بعدما غادرت هنادي، جلست في المقهى هي ويزن، وكالعادة، استكملا حديثهما المليء بالحقد والكراهية.

هنادي بسخرية: بالطبع، سليم يعلم أنها ليست فتاة، لماذا لا يتخلص منها؟! سأجنُّ!

يزن بابتسامة شريرة: أنتِ من قامت بكل شيء بمفردها، أنا هو العنصر الأهم في هذه الخطة بالنسبة لك. غمز لهنادي بنبرة ساخرة.

هنادي: وكيف أنت العنصر الأهم؟ أنت من واضع هذه الخطة؟!

يزن وعينيه تنبعث منها الشهوة: لا، أنا من نفَّذ! أتناسي أنه بدون وجودي، لم يكن ليحدث كل هذا؟! أنا الذي فعلت كل ذلك!

هنادي: وسوف تفعل المزيد، أليس كذلك يا روح هنادي؟!

شـاهد الجزء الثامن من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى