قصة الـجريمة (الجزء الثاني)
قال لي زوجي أننا مربوطين بسبب عدم ارتدائي الثوب الذي طلب مني ارتدائه في ليلة زفافنا، وأنه يجب أن نفعل ذلك لكي نتفكَّ. في تلك الليلة، تمكنا من إتمام العلاقة الحميمة بشكل كامل، وظننت أنها مجرد أزمة مرت وانتهت. لكن الأمر الغريب هو أنه بعد ذلك، كان يبدو متوترًا ومشتتًا عندما يحاول الاقتراب مني، وربما مرت شهور دون أن يلمسني. في تلك الليالي، كان يقوم بأفعال مختلفة عن ليالٍ سابقة، مثل رش مسحوق البيض حول السرير، أو رش ماء صفراء بزجاجة بجانب الجدران، أو استخدام مجمرة صغيرة لإشعال البخور وتبخير الغرفة. وكان يجب أيضًا أن يكون الضوء مضاءً في الغرفة في كل مرة. وعلى الرغم من كل هذا، كنا نكمل العلاقة الحميمة في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى، يحدث شيء غير طبيعي فجأة، مثل سماع صوت ضربة على جدار الغرفة من الخارج، أو سقوط شيء معدني وصوته المعروف يرن فوق أرضية المطبخ. قد ينقطع الراديو الذي يعمل في الصالة أو يعود للعمل بشكل متكرر. وكل ذلك يتزامن مع انزعاجه وركضه للاختباء خلف الستارة أو بجوار الدولاب، مع ارتجاف عينيه وجسمه. كان هناك أيضًا أشياء يراها وحده، مثل رؤيتي له وهو يفتح باب المنزل عند عودته في الليل وهو يشعر بالخوف وكأنه يطارد شيء في السلم، أو عندما يذهب إلى الحمام في منتصف الليل وأجده يرجع وهو يرتجف كما لو أنه رأى شيئًا في الصالة أو الحمام. في تلك الأوقات، كنت غير مدركة للأحداث التي يشاهدها بل وتحسُّسها بنفسي. لقد ظننت في بعض الأحيان أنه ربما يعاني من اضطراب نفسي وأن الأصوات التي أسمعها أنا أو الأشياء التي أشعر بها تحدث بسبب التأثير الذي ينتقل لي منه. فعلا، عرضت عليه عدة مرات أن يذهب للطبيب، لكنه دائمًا يرفض. استمرت هذه الحالة لمدة سنة صعبة، شهدت فيها وفاة أمي ومررت معه ليالٍ لا يعلم بها أحد إلا الله. وما أبقاني قوية في ذلك الوقت هو أنه كان يعاملني بلطف، ولم يكن هناك أحد آخر أستطيع اللجوء إليه.
لكن كل ما حدث في السنة دي كان مربكًا، وما حدث بعد اكتشافي أنني حامل في فترة قصيرة كان مربكًا أيضًا. بعد حوالي سنة من زواجنا، أنجبت. في تلك الليلة، كنت سعيدة جدًا عائدة من زيارة الطبيبة لأننا سمعنا نبض الجنين للمرة الأولى، وفكرت في أنه سيكون هناك جزء من جسد زوجي الذي سيكون لي وحدها، وسيعوضني عن كل ما أمر به. ولكن في منتصف الليل، استيقظت من نومي بسبب صوت حركة مستمرة على السرير، وعندما فتحت عيني في الظلام، وجدت شيئًا يغطي رأسي، كان شعرًا كثيفًا يغطي رأسي، فقمت بإزالته ورفعت نفسي قليلاً لأجد رأس امرأة تنظر بعيدًا وتبدو فاقدة للوعي مستلقية على الوسادة في منتصف السرير بيني وبين زوجي، وكانت ترتدي عباءة سوداء، لكن عندما التفت نحوي، لاحظت أن وجهها وجسمها كله محروق، وقطع من جلدها يتساقط على السرير كما لو أنها تتلاشى أمامي. حاولت الصراخ للمساعدة، ولكنها صرخت بصوت عالٍ لم يخرج من حنجرتي، ثم حاولت الصراخ مرة أخرى، ولم أتمكن من الصراخ حتى وصل جسمي إلى حد الارتعاش الشديد، حتى جاء شريف وهو يمسك بقطعة النور من المصباح الكهربائي بجواره، وفي تلك اللحظة الغير مفهومة، اختفت هذه الرؤية. وجدت شريف يقول لي “ماذا بك؟ ماذا حدث؟”، حينها كنت مذهولة وأصرخ حقًا، لأنني كنت قلقة جدًا بشأن صحة الجنين، خاصة أنني كنت أشعر بألم في بطني. أخذني بيديه وحاول تهدئتي، لكنني ابتعدت عنه وقلت له وأنا أبكي “أنا أحتاج إلى معرفة ما يحدث، يجب أن تخبرني بالتفسير”. في ذلك الوقت، قال وهو ينظر نحو الأرض “سأعترف لك بالحقيقة”.