أنا وزوجتي (الجزء الأول)
في وقت متأخر من الليل، قررت مغادرة منزلي في ظروف باردة جدًا للتوجه إلى الصيدلية. كانت زوجتي تشعر بالتعب وتعاني من ارتفاع في درجة حرارتها. كنا قد انتقلنا حديثًا إلى هذا الحي، ولم أكن على دراية بمواقع الصيدليات في المنطقة. قررت أن أسير لمسافة طويلة للعثور على صيدلية.
كانت الشوارع خالية تمامًا، والصمت الذي يخيم على المكان يتجاوز ضجيج أيامٍ قليلة. تصاعد التوتر بداخلي مع زيادة صوت نباح الكلاب. بعد نصف ساعة من المشي، لاحظت ضوءًا يتسلل من بعيد، فركضت نحوه على أمل أن يكون هناك شخص يمكنني أن أسأله عن أقرب صيدلية.
عندما اقتربت، اكتشفت أنه كان عبارة عن كشك خشبي صغير، كان الإضاءة فيه خافتة. واقفت أمامه ووجدت نفسي أمام كشك مربع يحتوي على رفوف تحمل علب سجائر وبسكويت وعبوات شاي وسكر. وجدت راديو صغير معلقًا في الداخل يعمل، ينتج موسيقى قديمة وأغانٍ.
الأمر الغريب كان في عدم وجود أي شخص في المكان. واقفت مترددًا، وخبطت بأيدي على الخشب وناديت قائلًا: “لو سمحت؟ يوجد أحد هنا؟”، ولكن من الواضح أنه لم يكن هناك أي شخص.
الكشك كان محاطًا بمنطقة خالية من البنايات، والمكان كان مظلمًا. لفت نظري شيء عندما تحركت حول الكشك، وتعثرت وسقطت على وجهي. سمعت شخصًا يتألم ويصرخ.
استخدمت مصباح هاتفي لإضاءة المكان واتجهت نحو الصوت. وجدت شخصًا مستلقيًا على الأرض، وكان مغطى بغطاء قديم ومتسخ، وكان مغطى بالأتربة. كان جسمه نحيلًا جدًا. كان يحاول النهوض من تحت الغطاء.
بترت جسدي بالخوف والصدمة عندما رأيته، فقد كانت سيدة مسنة في السبعين من عمرها، لا تمتلك أي قوة أو حول للمساعدة. عندما رأتني، بدت مذعورة وقالت: “من فضلك، لا تضربني. أنا فقط أكلت جبنة صغيرة، ولكنني جائعة جدًا.”
رددت قائلاً: “اهدأي يا أمي، لماذا أنتِ نائمة هنا؟”، فقالت لي: “أنت من؟ أنا أعيش هنا جديدًا، وقررت أن أنام هنا حيث لا يوجد أي مأوى.”