أنا وزوجتي (الجزء الثاني)

لقد وجدت نفسي أمام الكشك وقررت أن أسأل صاحبه عن أقرب صيدلية، ولكن لم أجد أحدًا هناك. قمت بالتجول حول الكشك وبدون قصد اصطدمت بامرأة تقف خلفه. اعتذرت لها وقلت لها: “آسف، لم أنتبه”.

ردت قائلة: “لا تقلق يا ابني، إنه من الماضي”. سألتها: “من هو؟”. فأجابت: “هو ابني، صاحب الكشك”. ثم سألتها: “أما أنتِ، ماذا تفعلين هنا في هذا الجو وعلى الأرض؟”

تقربت مني وهمست قائلة: “أنا جائعة، هل لديك أموال؟”. رديت عليها قائلاً: “نعم، ولكنني لست بحاجة إلى أموال، ما أحتاجه هو أن تختاري لي شيئًا أشتريه لكي أرضي جوعك من عند ابني”. انفعلت وقلت لها: “كيف يفعل هذا بأمه، وكيف لا يمتلك الرحمة والشفقة؟”

أوقفتني ونظرت إلي بعينيها وقالت بهدوء: “ارجوك يا بني، أنا جائعة”. أجبتها قائلاً: “حسنًا، سأساعدك يا أمي. انتظري لحظة”.

تركتها وعدت إلى الكشك. هناك وجدت رجلاً في الأربعينات من عمره، بدا واضحًا عليه الغضب. طلبت منه بشكل مهذب: “ممكن تجيبلي بعض البسكويت والعصائر في كيس؟”

أحضر الأشياء ووضعها في الكيس، وأنا أحسب الأموال. قلت له: “لست فهم ما تفعله لأمك. ماذا حدث لتلك السيدة الفقيرة؟”

أجاب بغضب: “أنا لا أهتم بأمي”. صدمني وجهة نظره. ثم قلت له: “لكنها مازالت والدتك، ما الذي دفعك للتعامل معها بهذه الطريقة؟”

أمسكته من يده وجردته للخارج وأخذته وراء الكشك. ثم قلت له: “أمك هناك، لماذا تركتها؟”

عندها بدا التعجب على وجهه وسألني: “أين أمي؟”. لقد اختفت فجأة.

بدا خائفًا وقال: “هل اختفت؟”. أجبته: “لا، اختفت لأنك خائف منها، أنت لا تستطيع رؤية الحالة التي فيها وكيف تعاني من الجوع والبرد، ما الذي تقوله؟”

لقد تجمدت وجهته للحظة وسألني: “أي شيء تعنيه؟”.

شـاهد الجزء الأخير من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى