قصة عشقت فاطمة (الجزء الأول)

  • هل يمكنني أن أسألك سؤال؟ لماذا ترتدين النقاب على الرغم من أنني عندما رأيتك في الرؤية الشرعية، لم أكن أرى فيكي شيئًا مميزًا يستدعي إخفاؤه؟ يعني، النقاب ليس مناسبًا لك.

هذا ما قاله الشاب الذي جاء ليطلب يدي في الزواج…

نظرت إلى والدي الجالس على الأريكة في زاوية الغرفة لكي نحصل على فرصة للحديث…شكرت الله أنني قمت بتغطية وجهي بالنقاب بعد أن رآني…كنت محرجة ومذهولة من كلامه، لكنني لم أستطع أن أعبر عن مشاعري أو أرد عليه حتى…ابتسم هو وواصل كلامه قائلاً:

  • ليس للجمال أهمية بالنسبة لي…صحيح أن العديد من الفتيات الجميلات يرغبن في الارتباط بي، ولكن أنا أنظر إلى الأخلاق…آمل ألا تكوني أخلاقك مثل جمالك هكذا…

دموعي انسكبت وشعرت بارتجاف فيما يقوله…واصل كلامه ببرود قائلاً:

  • سأتزوجك لأن أمي تثق بك كثيرًا، وأنا بحاجة إلى شخص ملتزم مثلك ليجعلني أتغير وأتعهد بديني، للأسف، أنا غير ملتزم جدًا في الصلاة فقط، ولكنني واثق أنك ستتمكنين من حل هذه المشكلة…لكن هناك نقطة أخرى، فقد يحدث أن أتزوج شخصًا آخر إذا كنتِ غير قادرة على مساعدتي في ذلك…

كنت أفرك يدي بشدة أثناء سماع هذه الكلمات…كنت أشعر بأن كلامه مثل سهام تخترق قلبي…أعرف أن شكلي ليس الأفضل شيء…والدتي لم تترك فرصة حتى تلمح أنني لن أتزوج بسبب شكلي، ولكن لم يسبق لأحد أن أهانني بهذه الطريقة صراحةً وبكلمات مباشرة…

اليوم التالي…

  • ماذا تعني بأنك لا ترغبين في الزواج منه؟ هل يعتبر نكرةً يا فاطمة…هل تعتقدين أنك لستِ كافية وافق على الزواج منك…

هذا ما قالته والدتي، وهي عمتي، بغضب، وعتبت والدي معترضًا وقال:

  • مروة!! لا تتحدثي معها بهذه الطريقة مرة أخرى، هل فهمتِ!

توترت هي وقالت:

  • ولكن يا حسن…
  • كفى، اسكتي…إذا تكلمتِ مرة أخرى، ستكونين طالقًا…هل فهمتِ أم لم تفهمي…

شعرت ببعض الأمان…ربما أفضل شيء في حياتي بعد والدتي هو والدي…وأنا متأكدة إذا قلت له عن مضايقة زوجته لي، فسيطلقها فورًا…ولكنني لم أكن أرغب في إثارة المشاكل…

اقترب والدي مني وقال:

  • قولي لي يا فاطمة، ما هي المشكلة يا حبيبتي…

دموعي تنهمر من عيني وقلت:

  • يا بابا، هذا الشخص يسخر من شكلي…يظهر أنه مسرور بأنه سيتزوجني، وأنا لا أستطيع أن أعيش مع شخص مثله…أنا أرفضه يا بابا ولا أرغب في أن يتصل بي ويقول له هذا الأمر…
  • سيحدث ما تريدينه، يا فاطمة…

هكذا قالها بابا بهدوء، فابتسمت له براحة…

في منزل كارم…

  • نعم، رفضتني…ماذا تعني بأنك ترفضيني؟!

صاح كارم بغضب…لم يستوعب الأمر، إذ أنه تنازل عن موقفه ووافق عليها، ولكنها رفضته…رفضته هو…هذا بالتأكيد يجنِّنه.

  • سيعوضك الله بأفضل منها، يا بني…

هكذا قالتها أمه بخوف، وكانت تشعر أنه غاضب ومستاء…

  • أنا لست متضايقًا بسببها…كانت شكلها سيئًا ولم يعجبني، لكنني تنازلت ووافقت، ولكنها رفضتني بسهولة! أنا سأريها!

مرت يومين على رفضي لكارم، وكنت أشعر ببعض الارتياح، ولكن بالطبع لم أتخلص من كلام مرات أبي المتطفلة…

خرجت من غرفتي وكنت أرتدي ثيابًا للذهاب إلى مدرستي القرآن، عندما قالت مرات أبي فجأة:

  • تعالي هناك في وقت مبكر…أخوك سيأتي اليوم ويجب أن نحضر له الطعام…

أومأت برأسي بصمت وغادرت المنزل…

بعد ثلاث ساعات…

كنت أسير بتوتر وأعود إلى المنزل، للأسف، تأخرت كثيرًا في المدرسة…مرات أبي بالتأكيد ستنتظرني…

وأنا لا أزال أمشي نحو المبنى، شاهدت شخصًا واقفًا أمامي فجأة…نظرت إليه ووجدت كارم ينظر إلي وعيناه تنبعثان غضبًا، وقال:

  • أنتِ ترفضيني أنا…قولي لي ما الجميل فيكِ لتكوني بهذه الكبرياء…قومي يا أمي، أنا كنت آخر فرصة لكِ في الزواج…أنتِ ستظلين عازبة بهذا الشكل!

لم أرد عليه وحاولت المرور، لكنه أمسك بيدي بقوة وجثا على الأرض.

  • حسام…

هكذا قلتها بابتسامة، وقلبي ينبض بشدة.

شـاهد الجزء الثاني من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى