قصة عشقت فاطمة (الجزء الرابع)

  • الجميع يعلم أن فاطمة ليست كما تقولين، يا أمي. سأطمئنك، أنا أحبها بصدق ومنذ زمن بعيد، حتى قبل أن تتزوجي عم حسن. منذما كانت عمرها 15 سنة وكان عمري 19 سنة، ولكني قررت أن أنتظر حتى أكون جاهزًا بنفسي للزواج. الآن أنا في الثلاثين وحان الوقت لأتخذ هذه الخطوة. وبصراحة، لا أرغب في أحد غيرها، إما هي أو أبقى عازبًا.

ثم أصرت مروة على رأيها وقالت:

  • أرفضي طلب حسام، أنا غير موافقة على هذا الزواج. لن تأخذي ابني مني تمامًا كما فقدت حبيبي! إذا تزوجتيه، سوف تعيشين حياة مريرة!

مروة بقوة وغضب تجاهلت كلماتها وأخذت تقول:

  • لا، لا يمكنك أن تأخذي هذا القرار بالنيابة عني. لن تأخذي حبيبي مني تمامًا كما اختطفت أمك حبيبي!

قفلت مروة الباب واقتربت مني بغضب وأمسكت يدي بقوة وقالت:

  • ارفضي طلب حسام، لن أوافق على هذا الزواج. لن تأخذي ابني مني تمامًا مثلما اختطفت أمك حبيبي! سأجعل حياتك جحيمًا إذا تزوجتيه!

    بعدما تلقت مروة هذه الاتهامات القاسية من خالتها، شعرت بالصدمة. لم تستطع تصديق أن والدتها قد قامت بمثل هذا الفعل. بدأت تضغط يديها على صدرها وصرخت:

    • كفى، كفى، اتقي الله! كيف تتهمين أمي بهذا الشكل البشع؟! حرام عليك، إنها أختك وهي ميتة. كيف تتجرأين على إهانتها بهذا الشكل؟

    دموع مروة تنهمرت وبدأت تبكي، ثم قالت:

    • هل صعب عليك مواجهة الحقيقة؟! صعب عليك أن تدركي أن والدتك قد سرقت حب حياتي؟ نعم، هذا ما حدث.

    “أنا الشخص الذي رأيت حسن لأول مرة عندما انتقل للعيش بجوارنا. وأنا من أحببته، وكانت والدتك تعلم ذلك تمامًا وتعرف قدر حبي لحسن، فقد كانت أول من صارحتها بحبي له. لكنها لم تهتم بأن قلبي سيتعذب… والآن أنتِ هنا لتأخذي ابني أيضًا. التاريخ يعيد نفسه…”

    • “مروة!”

    صاح والدها بصوت قوي من خلفهما. نظرت إليه وهي لا تزال تبكي. كان والدها غاضبًا وخالتها بدت متوترة. فتح والدها الباب فجأة، ولم يشعر أحد بوجودهما.

    • “اهدأي يا حبيبتي… اهدأي”، قال والدها بصوت هادئ وهو يطبطب على ظهرها.

    نظر إلى مروة وقال: “عايزك في كلمتين يا أم حسام!”

    كانت مروة تشعر بالخوف والتوتر، ثم خرجت عن غرفتها بسرعة. ثم خرج والدها من الغرفة وتركها وحدها.

    جلست على سريرها وكانت تبكي. لم تستطع تحمل الضغط الذي تعرضت له. لقد تحملت الكثير وكانت تعلم أنه إذا تزوجت حسام، ستصبح حياتها جحيمًا مع خالتها. لقد أدركت أنها لن تحبها أبدًا. وأخيرًا، عرفت سبب كراهيتها لها. وعلمت أن هذا الكراهية لن يختفي، وأنها ستكون المجروحة. لذلك قررت رفضه رغم أن هذا القرار سيؤلم قلبها.

    وقف حسن أمام مروة التي كانت ترتعش وتبكي، وقال: “لقد رأيت دائمًا كيف تعاملينها بوحشية وأنا سكتت… صحيح أنتِ تعلمين كيف تخفين حقدك عليها جيدًا، لكنني كنت أشعر بنظرات ابنتي الحزينة والمكسورة. وكنت أقول لنفسي ربما تعقلي وتعتبريها بنتك. لكن ما فعلته الآن لن أسامحكِ عليه يا مروة.”

    • “حسن، أنا…”، حاولت مروة أن تتحدث.
    • “اسكتي… اسكتي… ما الذي تقولين؟! ما الذي تفعلين بها؟! هي فتاة يتيمة، حرام عليكِ ألا تهتمي بها وتحنو عليها بدلاً من التعامل بهذه الطريقة القاسية بسبب ما حدث منذ سنوات طويلة… أنتِ تعاملينها بالازدراء لأني أحببتكِ وتزوجتُكِ… حرقتي قلبي… أنا لن أسامحها أبدًا، وغدًا سأطلب الطلاق.”

    وقف حسن وتوقف قبل أن يضربها، ثم صرخ قائلاً: “مروة!”

    بدأت مروة ترتعش بشدة وهي تبكي، وقد وقف والدها عند أقصى حده وكان يستغفر الله وقال: “نحن في طريق مسدود معًا… يجب أن نطلق.”

    شـاهد الجزء الخامس من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى