قصة المسجـد المهـجور (الجزء الأول)
في يومٍ ما، كانت لدي رحلة مع خالي بالسيارة بعد أن أدينا صلاة الجمعة في مكة المكرمة. خلال العودة، وجدنا مسجدًا مهجورًا ظهر أمامنا، وكان مألوفًا حيث مررنا به في رحلتنا إلى مكة من قبل، يقع بجوار الطريق السريع الذي يمكن رؤيته بوضوح من قبل المارة.
أثناء اقترابنا من المسجد، لفت نظري سيارة فورد زرقاء اللون متوقفة بجواره، ولم يكن لدي فكرة عن سبب توقفها هناك. فعندما توقفنا بجانب المسجد، قررت أن أتعرف على السبب ودخلت الطريق الترابي الذي يؤدي إلى المسجد.
خالي كان مستغربًا ويتساءل عن ما يجري، ولكني أصررت على الاستكشاف. عندما وصلنا إلى المسجد المهجور، سمعنا صوتًا عاليًا يرتل القرآن ويقرأ من سورة الرحمن. كان هناك شاب يجلس وحيدًا وهو يصلي، يحمل مصحفًا صغيرًا ويتلو منه.
كانت هذه المشهدية صادمة جدًا، فالمسجد مدمر ومهجور، والشاب هو الوحيد الذي نراه هنا. رحبت بالشاب قائلًا “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”، وكان وجهه يعبِر عن الاستغراب من حضورنا. رد علينا بالتحية، وعبّر عن رغبته في أداء صلاة العصر.
عندما هممت بإقامة الصلاة، شاهدت الشاب يُصوّب نظره ناحية القبلة ويبتسم، ولم أكن أدري السبب وراء ابتسامته. ثم فجأة قال جملة أذهلتني تمامًا، قال: “أبشر.. وصلاة جماعة أيضًا”.