لماذا خلق الله السموات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلقها في أقل من هذه المدة ؟
ربما من الأمور التي لا يدركها كثيرون، إذا كنا نعلم أن الله عز وجل خلق السموات والأرض في ستة أيام، فإن السؤال المحير هو لماذا لم يخلقها في لحظة بأمره “كن فيكون”، ولماذا استغرق ستة أيام؟
الدكتور علي جمعة، الذي كان مفتي الجمهورية وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أوضح أن الله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام ليعلمنا أن الأمور تأتي بترتيب وتدبير، وأننا نحن كبشر نعيش داخل هذه القوانين والأسباب التي وضعها الله. هذا الترتيب يساعدنا على التعلم والنمو الروحي، ويعلمنا أخلاق الله وطرقه في العمل.
وأشار إلى أن الله لو أراد، لكان قادرًا أن يخلق السموات والأرض فورًا بكلمة منه، لكنه اختار أن يخلق بتدريج ليرشدنا ويعلمنا أن الله يريد منا أن نعبده ونعيش في تقواه ونرى حفاوته ورعايته في خلقه ورزقه لنا. هذا يظهر في كيفية خلقه للإنسان، وتعليمه له الأسماء، ومنحه الجنة، وأمره للملائكة بالسجود له، وقبول توبته بعد إخطائه.
في النهاية، يبرز الإسلام نظرته العميقة للإنسان كمخلوق من صنع الله، معرضًا على الحفاوة الإلهية التي تنبع من محبته ورعايته لخلقه.