مرسي وشهر يونيو.. حكايات الفرح والدموع
ارتباط وثيق جمع بين الرئيس المعزول محمد مرسي وشهر يونيو، فعلى مدار السنوات الماضية، كان شهر يونيو يحمل الكثير من الذكريات للرئيس المعزول، بعضها أصاب قلبه بالسعادة والفرح، والبعض الآخر كان سببا في فقدان حكم البلاد، ليختتم شهر يونيو ذكرياته مع المعزول بالوفاة التي كتبت فصل النهاية في حكايات مرسي مع شهر يونيو.
تبدأ رحلة الرئيس المعزول مع شهر يونيو، في عام 2012، الذي كان واحدا من أفضل سنوات مرسي، لا سيما يوم الرابع والعشرين من شهريونيوحيث أعُلن فيه عن فوز مرسي في السباق الرئاسي الذي كان يخوضه ضد رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق، حينها تم إعلان فوز مرسي في جولة الإعادة بنسبة 51.73 % من أصوات الناخبين المشاركين؛ لتبدأ فترتها لرئاسيةمع إعلان فوزه في الانتخابات.
في يوم الثلاثين من يونيو 2012، أدى محمد مرسي بشكل رسمي اليمين الدستوري، ليبدأ بعد هذا القَسَّم مرحلة جديدة في مسيرته، لا سيما وأنه أصبح بشكل رسمي حاكم الشقيقة الكبرى كما يحلو للكثير من الدول العربية وصف مصر، لكن شيئا فشيئا بدأ مرسي يتنصل من كل وعوده الانتخابية، لتدخل البلاد في مرحلة تصادمية بين كثير من أجهزتها ومؤسساتها الخدمية، خاصة وأن مرسي قد جعل من هذه الهيئات إخوانية خالصة، بعدما أسناد مراكز القيادة فيها لمسؤولين إخوان.
هذه القرارات الخاطئة التي انتهجها مرسي في حكم مصر خلال عام 2013، سارعت من الغضب الشعبي، ودفعت شباب الوطن إلى تشكيل حركة احتجاج على مرسي ونظامه،كانت تسمى “تمرد”، ليأتي تاريخ الذكرى الأولى لتولي مرسي الحكم يوم الثلاثين من يونيو عام 2013، محملا بمشاعر الغضب والرفض لتيار الإخوان، متمثلا في محمد مرسي، وهو الأمر الذي دفع القوات المسلحة حينها للتدخل من أجل حماية البلاد، ليتم في النهاية عزل مرسي من منصبه.
بعد عزل مرسي، تم اعتقاله لتبدأ محاكمته في عدد من القضايا، أبرزها التخابر مع قطر، وهو ما استدعى عقد الكثير من جلسات المحاكمة التي بدأت بعد عزله من منصبه في عام 2013، وظلت مستمرة حتى الشهر الحالي، ليتم كتابة الفصل الأخير من حياة محمد مرسي داخل إحدى قاعات المُحاكمة في يوم السابع عشر من شهر يونيو الجاري، بعدما سقط مغشيا عليه داخل قفص المحكمة، حيث تبينَّ بعد نقله إلى المستشفى أنه قد توفي.