أفضل وقت لزيارة المتوفي، وكيف يشعر الميت بالزيارة؟
هل يشعر الميت بزيارة أهله ويجيب عليهم بالسلام؟ هل يشعر بوجودهم في القبر؟ الجواب هو نعم، فقد صرح النبي – صلى الله عليه وسلم – بأن الميت يشعر بزيارة أهله ويفرح بها، ويجيب عليهم بالسلام. ويعلم المسلمون عند زيارتهم للقبور أن الميت يستشعر الزيارة ويسعد بها. ومن الواجب على المسلم أن يقوم بزيارة قبور المسلمين ويسلم عليهم. وتعتقد أن الموتى يلتقون في عالم البرزخ، الذي يمتد من الوفاة حتى يوم القيامة.
ذكرت لجنة الفتوى في مجمع البحوث الإسلامية أن الله يوجه الروح لتكون في الجسم خلال الحياة الدنيا. وبفضل هذا الوجود الروحي في الجسم، يتمكن الإنسان من الإحساس والحركة والعلم والإدراك وتجربة اللذة والألم، وتسمى هذه الحالة بالحياة. وفي وقت محدد من قبل الله، ينفصل الجسد عن الروح، وتنتهي تأثيرات الحياة، ويتحول الجسد إلى شيء جامد يُعرف بـ”الميت”. وعلى الرغم من ذلك، تبقى الروح موجودة في العالم الذي يُعرف بـ”البرزخ”.
أوضحت لجنة الفتوى في ردها على سؤال حول شعور المتوفى بالزيارة أن هناك عالمًا يُسمى “البرزخ” يمتد من لحظة الموت حتى يوم البعث والنشور. في هذا العالم الحي، تستمر الأرواح في الإدراك والسمع والبصر، وتُشعر وتُشاهد وتُمجد الله بمفرده. تتواصل الأرواح وتتفاعل بغض النظر عن كونها أحياء أو موتى، وتعبر عن نعيمها أو عذابها وتجربة اللذة والألم وفقًا لحالتها. وبالتالي، فإنها تستجيب لمن يزورها في القبور.
يشير ابن القيم في كتابه “زاد المعاد” إلى أن الموتى يقتربون من قبورهم ويستقبلون أرواحهم في يوم الجمعة. وفي هذا اليوم المبارك، يتعرف الموتى على زوارهم ويسلمون عليهم، ويحظون بلقاءٍ أفضل مما هو عليه في الأيام الأخرى. في هذا اللقاء، يلتقي الأحياء والأموات. ويقال إن الموتى يتعرفون على زوارهم في يوم الجمعة، وكذلك في اليوم السابق له واليوم اللاحق له، وهذا هو مذهب الجمهور من أهل السنة، ويتم دعمه بالأحاديث والآثار الموثقة.
وقال أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء الدكتور محمد شلبي، ، أن الميت يشعر بمن يزوره، مستشهدًا بما روي عن بريدة رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ» أخرجه مسلم في “صحيحه”.
واستدل في جوابه عن سؤال: «هل يشعر الميت بمن يزوره ومن يسلم عليه؟» بما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إِلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ» أخرجه تمام في “فوائده”، والبيهقي في “شعب الإيمان”، والخطيب البغدادي في “تاريخ بغداد”.