قصة الدكتورة الصيدلانية (الجزء الأول)
أنا دكتورة صيدلانية تعيش في شقة مع ابنتي بمفردي بعد سفر زوجي إلى الخارج. ابنتي تبلغ من العمر 6 سنوات وهي أجمل شيء في حياتي، فهي كل شيء بالنسبة لي. أنا أذهب للعمل كل صباح وأخذها معي إلى روضتها، وعندما أعود أجيء لأستلمها ونعود سويًا.
لدي صيدليتي تحت الشقة، وأذهب لأقضي بعض الوقت فيها من بعد العصر حتى الساعة 11 مساءً. أحيانًا أخذ ابنتي تجلس معي هناك، وأحيانًا أتركها مع الجيران، وهم رجل وامرأة طيبين في سن متقدمة لم يكن لديهما النعمة بإنجاب أطفال. السيدة أميمة هي جارتنا وتشعر بالسعادة الكبيرة عندما أترك ابنتي عندهم، وأحيانًا عندما أخرج في الليل أجدها نائمة عندهم. تقول لي جارتي: “اتركيها نائمة لا نريدها أن تستيقظ،” وأنا أقول لها “آسفة بسبب الروضة في الصباح.”
وفي حالة قلقي في الليل وعدم تواجدي بجانبها، قد تشعر بالقلق. في الحقيقة، جيراننا كانوا لطفاء للغاية. نحن جيران منذ أربع سنوات منذما انتقلنا إلى العمارة، وهم أشخاص طيبون جدًا، ولم أشهد منهم سوى الخير. وبالفعل، يشغلهم القلق عني عندما أترك ابنتي وحدها في الشقة، لأنها في بعض الأحيان ترفض النزول معي إلى الصيدلية…
زوجي يتصل بي كل يوم للتأكد من سلامتي وسلامة ابنتنا. يطمئن علينا ويقول لنا أننا بخير، الحمد لله. يسأل عن عملي في الصيدلية وكل شيء على ما يرام، يطمئنني ويقول لي ألا أقلق. المهم بالنسبة لي هو وجودهم بجانبي، وأنا بخير في عملي.
عذراً، لا يتبقى سوى بضعة أشهر حتى يأتي إجازتك ونتجمع مجدداً. أنا أفتقدهم كثيراً في كل يوم وساعة. نسأل الله أن يحفظك ويعود بك سالمًا إلينا.
الأمور كانت تسير بشكل طبيعي، من المنزل إلى العمل، ثم إلى الحضانة ومن ثم العودة إلى المنزل والصيدلية. أنا وابنتي ملك وجارتي أميمة وزوجها الأستاذ حسن، كلنا في حالة جيدة ونعمة من الله.
أسرتي هم محور حياتي واهتماماتي في الوقت الحالي. أعيش بعيدًا عن أهلي، لذا أقوم بمتابعتهم وهم يطمئنون عليّ من وقت لآخر. في أحد الأيام، استيقظت على خبر أحزنني، حيث كان جيراننا يخططون للسفر والاستمتاع بإجازة لمدة أسبوعين أو ثلاثة. أنا سعيدة لأنهم سيحصلون على تغيير جو، لأنهم عادة لا يخرجون إلا للضرورة.
بصراحة، أنا لا أحب أن أتدخل في خصوصيات الآخرين، ولكنهم كانوا يهتمون بابنتي ملك ويأخذونها في اعتبارهم. وأنا مرتاحة ومطمئنة عندما تكون معهم وأنا في الصيدلية أو عندما لا يمكنني أخذها معي في بعض المواعيد. بعد انقضاء الأسبوعين، عادوا مرة أخرى وكانوا يشتاقون لملك كثيرًا. وكانت هي أيضًا تشتاق لهم، حيث يعاملونها كأنها ابنتهم الخاصة.
أحيانا كنت أشعر بالغيرة من تعلق ملك بهم، وبعد يومين من عودتهم أخذت ملك من مدام أميمة بعد انتهاء عملي وذهبت لمنزلنا واثناء ماكنت بنيم ملك كانت تمسك دبدوب صغير، سألتها من أعطاكي هذا الدبدوب هل هي طنط أميمة؟ أجابتني لا يا مامي ميدو هو من أعطاني الدبدوب.
ألا يا أمي، ميدو هو الشخص الذي يلعب معي ويدهنني. ميدو؟! ميدو من هو؟ هو ابن جيراننا أميمة وعمها حسن؟ كيف يعني؟ أليس لديهم أطفال على الإطلاق؟ لا، لقد عادوا به من عطلتهم الصيفية. هل أنت متأكدة؟ نعم، لماذا؟ هل ميدو ليس جيدًا؟
لا،ألا ترغبي في أن العب معه مرة أخرى! لا يا حبيبتي، لا توجد مشكلة، هيا لننمِ. غدًا ستذهبين إلى الحضانة. أين هو قبلة اليوم؟ إنها أجمل قبلة لأجمل ملكة في العالم. أطفأت الأنوار وأغلقت الباب ودخلت إلى غرفتي. وظللت أفكر في كلام ملك.
من هو ميدو بالضبط؟ هما ليس لديهم أطفال على الإطلاق. ربما ملك تخيلته وخلقته في خيالها، صديق خيالي مثل معظم الأطفال في سنها. قد يكون كذلك، ولكن عليّ أن أعرف.
في اليوم التالي وأنا نائمة، وجدت ملك زعلانة. ما الذي يا حبيبتي؟
ميدو زعل مني ويريد دبدوبه الخاص به. ميدو مرة أخرى!! حسنًا، ما هو سبب زعله؟ يقول ألا أخبر مامتك عنه. أميمة أخبرتني أن أبقى في غرفتي، لكنني خرجت من وراءها ولعبت معك. يعني هما يخبئون ميدو ولا يريدون أن يعرف أحد عن وجوده.
نعم، وقال لي أن أبقى معي دبدوبه، لكن لا تخبري أحد عنه. حسنًا، وكيف عرف أنك أخبرتني؟ لا أعرف، هل عرف بنفسه؟
هذا غريب حقًا، ولماذا يخبئ جيراني طفلًا بهذه الطريقة؟ ربما يكونوا قد خطفوه وهم في العطلة. لا، لا يمكن أن يكونوا قد خطفوه، فهم طيبين. هل يمكن أنهم اعتنقوه أو ربما يكونون يخفونه لسبب ما.
حتى لو كانوا قد اعتنقوه، لماذا يخبئونه عن الناس؟ يا أمي، لماذا تسكتين؟!
لا يا حبيبتي، لا يوجد شيء، هيا انامي وتصبحين على خير. الأمر فعلاً غامض وأحتاج أن أعرف الحقيقة. في الليلة التالية، رن الجرس. عندما فتحت أميمة الباب، قالت لي إن ملك نائمة، انتظري ثوانٍ وسأحضرها. فكرت سريعًا وقولتلها لا ارتاحي وسأحضرها أنا… لكن المفاجأة كانت!!!
شـاهد الجزء الأخير من هنا قصة الدكتورة الصيدلانية (الجزء الأخير)