قصة الدكتورة الصيدلانية (الجزء الأخير)


أسرعت في التفكير وقلت لها: “لا، دعيك منها. سأدخل غرفتها بنفسي.” صدمت بطلبي وبعد تردد، أجابت قائلة: “أجل طبعًا، تفضلي إلى غرفتك واجعليها مرتاحة.” دخلت إلى غرفة ملك ووجدتها صاحية وتلعب. “أنتِ صاحية يا ملوكة؟” سألتها.

“كانت يا مامي أنا هديته وخليته يستخبى. هو مين؟ ميدو؟” فضحتها بسؤالي. “استخبى فين؟” سألت بفضول. “هو وراء الستارة.” نظرت نحو الستارة ورأيت رجلين صغيرين يقفان خلفها وظاهرين من تحتها.

اقتربت من الستارة وسحبتها قليلاً، ووجدت أميمة واقفة خلفي وتقول لي: “هناك شيء يا دكتورة إيمان.” صدمت وأنا أسألها: “ماذا؟ لا، لا يوجد شيء.” أخذت ملك وقلت لها: “تصبحين على خير.” عدت إلى الشقة وشعرت بأن هناك شيئًا خاطئًا يحدث.

لقد قنعت نفسي بأن الطفل مخطوف بالتأكيد، ولا يمكنني السكوت. لن أسمح بأن يتم أخذ ابنتي مرة أخرى. سأحاول إيجاد طريقة للتأكد من أنهم قد خطفوها فعلاً، وأنها لا تزال موجودة قبل أن يهربوها. قمت بوضع ملك في حضني هذه الليلة وخشية أن أتركها وحدها. ولكن قبل الفجر بساعة تقريبًا، أصابتني القلق ولاحظت عدم وجود ملك بجانبي. صرخت: “ملك، ملك، أين ذهبت؟!” ركضت إلى غرفتها ووجدتها جالسة تلعب. “مع الدبدوب؟” سألتها. “ما الذي يحدث، لماذا تستيقظين الآن؟” أجابت: “ميدو يا مامي أخذني من يدي وقال لي تعالي نلعب في غرفتك حتى لا تقلقي أمك.” “ميدو؟” استغربت. “وأين ذهب؟” استخبى هناك داخل الدولاب.” قمت بفتح الدولاب بسرعة ووجدته مستخبيًا. انقبض قلبي عندما رأيته، فأغلقت الدولاب على الفور. تنفست بصعوبة وفتحته مرة أخرى. لكنه اختفى كما لو أنه مازال ملحاً وداباً. بينما كنت أبحث بين الملابس، أخذت ملك في حضني وركضت إلى غرفتنا…

أغلقت الباب بحذر من الداخل وقلت لها: “لا تبتعدي عني مهما حدث، هل فهمتي؟” ردت قائلة: “حاضر حاضر يا ماما”. في اليوم التالي، قررت التفكير في خطة وتنفيذها. أخذت ملك وذهبت بها إلى منزلهم، ثم بقيت هناك لبعض الوقت. قلت لها: “أردت أن أجلس معك منذ فترة، أنتِ وحشاني جدًا.” استغربت من كلامي، حيث أننا نرى بعضنا البعض يوميًا. جلسنا لبعض الوقت وقامت بجلب عصير من المطبخ بسرعة. اغتنمت الفرصة وسرقت مفاتيح شقتهم المعلقة وراء الباب، ثم وضعتها في حقيبتي. بعد قضاء بعض الوقت معها وأخذ ملك، عدت إلى منزلي وأوقعتها في نومها. وقبل الساعة الثانية صباحًا، انسحبت بهدوء من شقتي وخرجت منها بصمت، وأغلقت الباب بهدوء. ثم ذهبت إلى شقتهم وفتحتها باستخدام المفتاح الذي سرقته منهم.

كنت مرعوبة مما كنت أقوم به، ولكن كان عليّ أن أنقذ الطفل من بين أيديهم. كنت خائفة أن يفعلوا به شيئًا. فتحت الباب بهدوء وحذر، ووجدت الصبي نائمًا. أخذته في حضني وركضت به بسرعة. وأثناء خروجي، اصطدمت بكرسي بسبب التوتر وسقط بقوة، مما تسبب في صوت عالٍ. سمعت زوجها يقول: “من هنا؟”

“من برا؟” ركضت بسرعة. وبينما كنت أحمل الطفل الذي استيقظ وكان يبكي، حاولت أن أكتم بكائه حتى لا يسمعونا. وعندما دخلت وأغلقت الباب بعناية، تلاقت عيناه بعيناي. لقد شاهدني، فدخلت بسرعة وأخفيت الطفل وقلت له: “لا تخاف يا حبيبي، أنا معك”.

سمعت طرقًا على الباب وصوتًا يقول: “افتحي الباب يا سيدتي، نحن الشرطة”. قلت في نفسي: “الشرطة؟ لم أتصل بهم”. قد يكون أحدهم قد أبلغ عنهم للجيران. نظرت من الفتحة السرية واكتشفت فعلاً أنهم الشرطة. فتحت الباب بسرعة، وعندما دخلوا، دخل جاري حسن معهم وكان يقول…

“أين الطفل؟ أين خبأتِ الطفل؟” صاح الضابط قائلاً: “اعتقله، سيدي الضابط، إنها اختطفت طفلاً صغيراً من أهله”. سألته بردود فعل هادئة: “أنا خبأته داخل، تفضل سيدي”. دخلت وفتحت الباب، وتفاجأ الضابط عندما رأى داخل المنزل ابني وابنتي اللذين لم يتجاوزا سن السابعة. سألها الضابط: “من هم هؤلاء الأطفال يا سيدتي؟” فأجابت قائلة: “أنا… أنا لا أعرف!” صاح الرجل وركض نحو ميدو وعانقه وقال: “هذا ابني يا سيدي، الذي اختطفته من شقتنا عندما كان برفقتنا منذ ساعات قليلة، وسرقت المفتاح من ورائنا. فمن هم الأطفال هؤلاء يا سيدتي؟” قالت بينما كانت تجري نحو الغرفة: “أبنتي، أنا بحاجة للتأكد من ابنتي”. ووجدت ملك قد اختفت.

“ملك، أين ذهبتِ يا ملك؟” صرخت قائلة: “ملك، ارددي عليّ يا قلبي الأميمة” اقتربت أميمة وعانقتها وقالت: “لا تقلقي يا إيمان، كل شيء سيكون بخير لأجلي”. سألت بينما كانت تضمها: “أين ابنتي؟ أين أخذتِ ابنتي؟” تردد الضابط وهو يحاول فهم الأمور تمامًا. قالت أميمة: “أعاني من حالة نفسية بسبب اختفاء ملك، ابنتي، منذ سنتين بعد أن اختُطفت ولم أستطع الوصول إليها. في تلك اللحظة، تذكرت كل شيء وفقدت الوعي من الصدمة. وعندما استفاقت، وجدت نفسي في المستشفى وزوجي كان قد عاد من السفر وعانقني قائلاً: “لا تقلقي، أنا هنا بجانبك”. وأخبرنا الطبيب أن حالتك النفسية هي التي أدت إلى اختطاف ميدو، ابن الأستاذ حسن”.

معهم طفلين من الجيران الذين يقيمون في الشارع المجاور لنا. كنتِ تعتقدين أنك ستحميهم من الاختطاف، ولكن في النهاية، اتضح أنكِ من قامت بخطفهم. أبواهم تنازلوا عن تقديم شكوى بعدما تأكدوا من سلامتهم وتعرفوا على حالتك الصعبة. أعتذر على تركك والسفر، لم يكن من المفترض أن أبتعد عنك.

ولا بد، توقفتِ عن العلاج بعدما سافرتِ وتدهورت حالتك من جديد بعدما كنتِ تتحسنين. أنا هنا بجانبك ولن أتركك، وأسأل الله أن يجمعنا معًا بسلامة ملك. أنا متأكد أنها لا تزال على قيد الحياة وبخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى