قصة خـ.ـيانة زوجية (الجزء الأول)
بعد خمس سنوات من الزواج، اتخذنا قرارًا بتناول وجبة العشاء مبكرًا لكي أستطيع النوم في وقت مبكر، مما يساعدني على الاستيقاظ في الصباح الباكر للعمل. كانت تلك اللحظات مليئة بالتفاهم والعاطفة، حيث كنا نتبادل اللطف والاهتمام خلال العشاء. بعد الانتهاء من تناول العشاء، أعلمتها بأني سأستعد للنوم، وهي قامت بمرافقتي إلى غرفة النوم وأبدت رغبتها في مراقبتي لكي أنام بسلام.
كانت سعادتي في ذلك الوقت لا توصف، إذا قسمت سعادتي تلك الليلة على العالم بأكمله، لن يصبح العالم كله مفعمًا بالسعادة بمثلها. بعد خمس سنوات من الزواج، كنا نعيش كأننا زوجان لا يزالان في شهر العسل، حيث كل يوم يزيد حبنا وتفاهمنا.
كنا نتبادل اللطف والاهتمام، وفي تلك اللحظة قالت لي كلمة أحبك، كانت كلمة لطالما أحببت سماعها منها. بعد ذلك، انغمست في بحر كلماتها ولم أرد عليها، لأنني شعرت أنها لا ترغب في إزعاجي وأنا في حالة نعاس.
وكانت تلك الليلة تجسدًا للسعادة والحب الذي يجمعنا، وأدركت حقًا مدى قيمة زواجنا وأننا ما زلنا نعيش في عالم من الحب والسعادة بعد خمس سنوات من الارتباط.
بعد خروجها، حاولت أنام ولكنني لم أستطع. كلما حاولت الغفوة، كان هناك شيء يوقظني. شعرت بالقلق والاضطراب ولم أستطع النوم. في ذلك الوقت، قررت أن أذهب لغرفة ابني، زوجتي، وأرد عليها بعض الكلمات التي لم أعبر عنها عندما قدمتها لي.
قمت من سريري وتوجهت نحو غرفة المعيشة، وبينما أتجه إلى الغرفة المقصودة، سمعت ضحكات وقهقهة عالية من زوجتي. ابتسمت عند سماع زوجتي تضحك بصوت مرتفع. كنت أستمع إليها بينما اقتربت أكثر من الغرفة.
وعندما اقتربت أكثر، سمعتها تنادي اسم رجل غريب لم أسمع عنه من قبل، وتتحدث معه بلغة تعبيرية غريبة. توقفت وتساءلت عن هوية هذا الشخص، لأنه لم يكن له اسم في عائلتي أو في عائلتها. وفي الوقت نفسه، سمعتها تقول إنه نائم الآن وأنها تعرفه جيدًا. قامت بتسميتي بأسماء سيئة وغير لائقة، وكانت تتحدث عني بطريقة مهينة ومقززة.
وجدت نفسي في حيرة حول هوية هذا الشخص وما إذا كان معروفًا لي أم لا. كنت قريبًا من باب الغرفة، وبعد وقت قصير من الوقوف عنده، سمعتها تقول بأنها كانت في غرفة النوم لمدة ساعة تقريبا
شعرت بالصدمة وعجزت عن الوقوف على قدميّ. كل جزء من جسدي تعب من شدة الصدمة. عدت إلى غرفتي بعدما أخذت لحظة لتهدئة نفسي، وهي لا تزال تتحدث عبر الهاتف مع هذا الغريب الذي لم أعرفه حتى الآن. في ذلك الوقت، قررت أن لا أتخذ أي قرارات حاسمة قبل أن أتأكد بنفسي، لأنني كنت غير قادر على تصديق ما سمعته. على الرغم من أن كل شيء كان واضحًا وأن الحقائق قد تكشفت، إلا أنني لم أستطع أن أصدق الأمر.
هل هذه هي الشخصية التي عشت معها لسنوات طويلة وكنا سعداء؟ هل هي حقًا حبيبتي وزوجتي؟ هل هي نفس الشخص التي قالت لي قبل ساعة أنها تحبني؟ هل هو هذا الشخص أم ليس كذلك؟
عادت الشكوك تسيطر على تفكيري، واستلقيت على سريري دون أن أدري أين أنا، ولا أعلم سوى أنني أفكر فيما سمعته وأتساءل منذ متى وعلمتي بهذا الشخص ومن هو هذا الشخص الذي يستحق أن تسخري مني أمامه وماذا قدم لك حتى تحدث كل هذا؟
لم أتمكن من النوم تلك الليلة حتى وقت الفجر. قمت من سريري وتوجهت إلى غرفة الجلوس، المكان الذي أحتضن فيه مشاعري الحزينة والمشتبكة. وجدتها جالسة أمام التلفاز، وأنا أقف بجوارها. قالت لي “صباح الخير، حبيبي”، وفي تلك اللحظة شعرت بالرعشة في قدمي وجسدي تتجاشى برداً. رددت عليها بكلمات بسيطة وأسعيت لعدم توضيح أي شيء. أردت أن أطرد كل الشكوك المربكة في ذهني وأن أحصل على إجابات لكل الأسئلة المحيرة التي تدور في داخلي.
بعد ذلك، ذهبت للعمل وكان كل شيء يسير بشكل طبيعي بالنسبة لها، لكن بالنسبة لي لم يكن الأمر كذلك. وعندما عدت من العمل، وجدت زوجتي تستقبلني بنفس الطريقة. قدمت لي وجبة الغداء، ولم يكن هناك أي شيء غريب في سلوكها، بل على العكس كانت تبدو كالعروس في ليلة الزفاف. ثم طلبت مني بعد الغداء أن نخرج سويًا لشراء بعض الأشياء التي تحتاجها من ملابس ومستلزمات أخرى. رحبت بهذه الفكرة من الداخل وظاهريًا، لأنني كنت بالفعل بحاجة للخروج وأنا معها، حتى أتمكن من التوصل إلى الحقيقة التي كنت أتمنى أن تكون مختلفة عما كانت تدور في ذهني.
أثناء خروجنا، لاحظت أن هاتفها النقال كان في وضع الصامت، وكلما أخذت منها بعض الوقت، قامت بالتحقق منه. سألتها عن الأمر وكانت ردّها عاديًا، كما اعتادت دائمًا، قالت إنها ترد على رسائل وردت من صديقتها. ولكن فاجأتها بسؤال غريب، حيث سألتها: “هل كان هاتفك على وضع الصامت؟”، وأعربت عن رغبتها في التحقق مما اكتشفته. تلك الكلمات أثارت تشوشًا لدي ولكنها رغبت في إلهاء انتباهي عن الموضوع، فقد أرفقت إجابتها بكلام غزلي مرتب، في محاولة لتشتيت انتباهي وتحويل حديثنا بعيدًا عن الهاتف. تجاوبت معها ولم أستمر في استكمال المحادثة حول هذا الموضوع الذي تتجنبه، مما منحني فرصة للتعمق في التفكير والتعرف على المزيد حول هذا الأمر.
عندما عدنا إلى المنزل، كان ذلك في وقت النوم. قالت لي إنها ستحضّر العشاء حتى أستريح وأنام بعده. رأيت عينيها تفقد اليقظة وهي تحاول أن أنام، وهذا كان يحدث قبل نومي، وقبل أن أتوجه إلى عملي، وقبل أي شيء يبعدني عنها. وأخيرًا، تمكنت من تفسير تلك النظرات وأدركت أنها ترغب في أن أبتعد عنها حتى تتفرغ للشخص الذي تهتم به ويسرق قلبها.
قلت لها: “لا، حبيبتي، لست بحاجة لتناول العشاء، سأنام لأنني بحاجة إليه بعد هذا اليوم الشاق. فعلاً، أنا بحاجة ماسة للراحة، فلم أنم منذ الليلة الماضية.”
قالت: “حسنًا، فلتذهب إلى غرفتك كما تفعل دائمًا.” ثم تلاعبت بي بالأكاذيب حتى غفت عيناي. وكانت هذه الغفوة حقيقية وليست مصطنعة لأنني كنت بحاجة لها بسبب الإرهاق الذي لا تعلم هي عنه أي شيء.
وبعد مرور ثلاث ساعات استيقظت لأجد…
شـاهد الجزء الأخير من هنا قصة خـ.ـيانة زوجية (الجزء الأخير)