قصة زوجة الأب (الجزء الثاني)
أجاب الراعي قائلاً: “هذا المكان المليء بالعشب محمي ومخصص لغولة، ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منه.” فسأله علي: “أين يمكنني أن أجد هذه الغولة؟” فأجاب الراعي قائلاً: “منزلها هناك.”
اقترب علي من منزل الغولة واستعد سلاحه وقتلها. ثم طلب من الراعي أن يذهب ويرعى غنمه في المنطقة المليئة بالعشب الأخضر. فرح الراعي بشدة وأراد أن يكافئ علي بشاة من غنمه وسأله عن اسمه.
أجاب علي قائلاً: “اسمي علي، وأنا أقبل هدية الشاة منك، لكنني لن أأخذها معي الآن. احتفظ بها إلى عودتي.”
انطلق علي لمواصلة رحلته. وخلال الطريق، التقى براعٍ يرعى قطيعًا من البقر في منطقة خالية من العشب، بينما كانت هناك منطقة أمامه مليئة بالعشب الطازج. فسأله علي عن سبب ذلك. فأجاب الراعي قائلاً: “هذه المنطقة الخضراء تعود لوحش الغابة، ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منها.” فسأله علي: “أين يمكنني أن أجد هذا الوحش؟” فأجاب الراعي قائلاً: “هو هناك في بيته.”
اقترب علي من بيت الوحش واستعد سلاحه وقتله أيضًا. ثم عاد إلى الراعي وقال له: “اذهب وارعِ بقرك في هذه المنطقة.” فرح الراعي بشدة وأراد أن يكافئ علي على فعلته ببقرة وسأله عن اسمه.
أجاب علي قائلاً: “اسمي علي، وأنا أقبل هدية البقرة منك، لكنني لا يمكنني أن أأخذها معي الآن. احتفظ بها بجوار البقر حتى عودتي.”
واصل علي رحلته، وفي هذه المرة وجد راعي إبل يرعى إبله في منطقة خالية من العشب، بينما كان هناك منطقة أمامه مليئة بالعشب.
فسأله علي عن السبب، فأجاب الراعي قائلاً: “هذا المكان مخصص لأسد الغابة، ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منه.”
فسأل علي قائلاً: “أين يمكنني أن أجد هذا الأسد؟”
فأجاب الراعي قائلاً: “هو هناك.”
اقترب علي من الأسد واستعد سلاحه وتخلص منه. ثم عاد للراعي وقال له: “اذهب إلى مكان الأسد وارعِ إبلك هناك.”
فرح راعي الإبل بهذا القرار وأراد أن يكافئ علي أيضًا بناقة، وسأله عن اسمه.
أجاب علي قائلاً: “اسمي علي، وأنا أقبل هديتك، ولكن دع الناقة مع الإبل حتى عودتي.”
تابع علي طريقه حتى وصل إلى قرية، فدخل القرية ووجد بئرًا، فاتكأ عليها ليرتاح. وبينما هو مستند على البئر، سمع صوت بكاء.
نظر حوله واكتشف وجود فتاة جميلة تجلس أمام البئر وتبكي.
اقترب علي من الفتاة وسألها عن سبب بكائها. فأجابته قائلة: “داخل هذه البئر يوجد أفعى ضخمة تمتلك سبعة رؤوس، وتمنعنا من الوصول للماء ما لم نقدم تضحية يومية بفتاة من أهل القرية. يجب أن تلقى هذه الفتاة نفسها في البئر لتكون وجبة للأفعى، وعندئذٍ ستفتح الأفعى الماء لنا. إذا لم نقدم التضحية، فلن يكون لدينا وصول للماء.”
أكملت الفتاة: “اليوم هو دوري في التضحية ويجب أن ألقي بنفسي في البئر الآن.”
رد علي قائلاً: “ما الذي تقولينه؟ ألم يحاول أحد منكم التخلص من هذه الأفعى؟”
أجابته الفتاة: “لم يتمكن أحد من الاقتراب منها بسبب خطورتها الشديدة.”
سألها علي: “وأين تتواجد الآن؟”
أجابت الفتاة: “لم تظهر حتى الآن، فوقت تسللها لم يحن بعد.”
قرر علي أن يتكئ أمام البئر وقال للفتاة: “إذا لاحظتِ أنني أغفو، فلا تترددي في إيقاظي لأقوم بقتلها.”
شـاهد الجزء الثالث من هنا قصة زوجة الأب (الجزء الثالث)