قصة زوجة الأب (الجزء الرابع)

أمر الملك بتجمع جميع رجال القرية تحت شرفة القصر لكي تتعرف ابنته على من تخلص من الأفعى الخطيرة ويزوجها. تجمع جميع رجال القرية تحت الشرفة وهتفوا جميعًا قائلين: “أنا قتلتها!”، “لا، بل أنا!”.

ثم طلبت الفتاة منهم أن ينزعوا عماماتهم من رؤوسهم وقد فعلوا ذلك. أخرجت الفتاة شعرةً ذهبيةً من علي الذي أخذتها منه وهو نائم، وبدأت بمقارنتها مع شعور هؤلاء الرجال، ولكنها لم تجد الشعرة الذهبية بينهم. فأخبرت والدها أنها لم تتعرف عليه.

استغرب الملك وقال: “هل حضر جميع رجال القرية؟” فأجاب خادمه: “لا يا سيدي، يوجد رجل غريب في المسجد، ولكنه يبدو متسولاً ولا تبدو هيئته مناسبة لأن يكون هو الشخص الذي تبحث عنه، لذلك لم نفكر في إحضاره.”

غضب الملك وقال: “ولماذا لم تحضروه؟ هيا، أحضروه فورًا!” فانصرف الخدم وجلبوا علي فورًا، وطلبت الفتاة منه أن ينزع عمامته تمامًا كما فعل الآخرون.

عندما نزع علي عمامته، قارنت الفتاة الشعرة التي بحوزتها مع شعر علي، وتبين لها أنها متطابقة تمامًا. فقالت مبتهجة: “هذا هو يا أبي، إنه الذي قتل الأفعى!” فرح الملك بالخبر وطلب من علي أن يتزوج ابنته. ووافق علي وتمت مراسم الزفاف بعد سبعة أيام وليالي.

كان حفل الزفاف مبهجًا وحضره جميع أهل القرية وأعيانها. عاش علي حياة رغدة مع زوجته الأميرة لسنوات وأنجبا أطفالًا. أما علي الآخر فلاحظ الحيوية والخضرة في شجرة التين، فاطمأن على حال أخيه.

في أحد الأيام، قرر علي زوج الأميرة أن يذهب للصيد، فأخذ سلاحه وركب حصانه وجلب كلبه، واستعد للخروج.

سأله الملك: “إلى أين تتوجه يا علي؟” رد علي: “أرغب في الذهاب للصيد.” فقال الملك: “حسنًا، تعال معي. أود أن أحذرك، احترس يا علي من الاقتراب من ذلك الجبل، فهناك تعيش غولة خطيرة، ولم يعد أحدٌ من الذين ذهبوا هناك قد عاد، فهي تبتلع كل من يقترب من موطنها.”

أبقى علي صامتًا ولم يقل شيئًا، إذ لم يكن مقتنعًا بكلام الملك. وبسبب شجاعته وعدم خوفه من أي شيء، زاد فضوله ليشاهد الغولة بنفسه ويحاول التخلص منها.

اقترب علي من موطن الغولة، وإذا بها تستقبله بحفاوة: “أهلاً بك، يا ضيفي الكريم. أنت ابن أختي، أهلاً وسهلاً بك. تفضل بالدخول واترك حصانك، سأعتني به وأربطه بالشجرة.” دخل علي إلى داخل بيت الغولة دون أن يدرك أنه وقع في شباكها.

أما الغولة، فقد ابتلعت الحصان والكلب ودخلت إلى داخل مسكنها، وبالتالي ابتلعت أيضًا علي. في ذلك الوقت، لاحظ أخوه الآخر أن شجرة التين أصفرت فجأة، وفورًا علم علي أن أخاه العزيز قد تعرض لمكروه

شـاهد الجزء الأخير من هنا قصة زوجة الأب (الجزء الأخير)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى