قصة بلغت الثلاثين ولم أتزوج (الجزء الرابع)
ومع ذلك، صاح زوجي بصوت عالٍ قائلاً: “لا، لا، بناتي، كيف، كيف؟ ما هو السبب؟!” أجاب الطبيب قائلاً إنهما ابتلعتا مادة شمعية تسببت في تشمع الكبد وانسداد الدورة الدموية في الجسم، وتوفيتا على الفور. وأعلن أنه سيتم بدء التحقيق في الحادثة ابتداءً من صباح الغد، وأن الله يعينك ويصبرك على هذا المصاب.
كنت مندهشة وكأنني في حلم أو كابوس، لم أستطع تصديق ما يحدث أمامي. زوجي كان يصرخ ويعانق البنتين، يرفع يديه نحو السماء ويقول: “لماذا يا رب؟ لماذا؟” عانقته وأنا أبكي وقلت له بأنه حرام وغير مقبول أن يتحدث بهذا الشكل، يجب أن نصبر، يا حبيبي. وحضرت والدتهم وكانت تضرب صدرها وتصرخ قائلة: “بناتي كانوا أمانة بين يديك ولم تحفظ الأمانة.” قالت للطبيب: “هذه هي القاتلة بناتي، زوجة أبيهم، هذه هي.” وكانت تشير إلي وتصرخ وتبكي.
نظرات الأشخاص من حولي كانت تقول إن زوجة الأب هي القاتلة. لم يمضِ سوى ساعتين حتى جاء الضابط إلى المستشفى واستدعاني إلى مكتب التحقيق. بقيت أربع ساعات متواصلة بين الأسئلة والاتهامات.
لم يتضح سبب وفاة البنات حتى ظهرت النتائج، وكان السبب وجود مادة بلاستيكية مذابة مختلطة بالطعام الذي أعدته قبل ذهابي للعمل في الصباح. وأصبحت المتهمة بالقتل العمد للأطفال، ووضعت القيود على يدي وأُقتيدت إلى السجن. زوجي كان ينظر إلي بحيرة وضياع، صامتًا، غير مدرك ما يجب أن يفعله.
دخلت سجن النساء، حيث القاتلات والسارقات ومروجي المخدرات والعاهرات والأبرياء، كانت مجموعة متنوعة من النساء تلقي بهن الأقدار من كل مكان إلى هذا المكان.
جلست في إحدى الزوايا لوحدي، أبكي وأبكي بصمت. ثم جلست بجواري سجينة قالت لي: “كلنا بكينا في الأيام الأولى، الثانية، الثالثة. ثم تعودنا، وأصبح السجن منزلنا. لا تضيعي دموعك، فأنتِ بحاجة إليها في الأيام القادمة.”
شـاهد الجزء الخامس من هنا قصة بلغت الثلاثين ولم أتزوج (الجزء الخامس)