قصة بلغت الثلاثين ولم أتزوج (الجزء الخامس)

بعد مضي يومين، قامت أسرتي بإرسال محامٍ لي يقوم بزيارتي في السجن. طلب مني أن أروي له كل التفاصيل والأحداث التي وقعت في منزلنا، وبدأ في العمل على قضيتي وطلب الإفراج المؤقت عني بكفالة. للأسف، رفض القاضي طلب الإفراج. قضيت ثلاثة أشهر تحت التحقيق، وعاشت معي السجينات الأخريات اللاتي كانت لكل واحدة منهن قصة مأساوية تدفعها لارتكاب الجرم من وجهة نظرها. كان هناك بريئات يصرون على براءتهن ويشكون من الظلم الذي تعرضن له من قبل القاضي المرتشي.

في ظل القضبان، كنا نعيش حياة طبيعية بقدر الإمكان، نطبخ ونتناول الطعام ونلعب ونتحدث ونضحك. كان لدينا قدرة رائعة على التكيف والصبر مع هذا الوضع.

أصبحت جزءًا من هذه السجينات، وعاشت في أمل أن يتم إثبات برائتي. قبل خمسة أيام من موعد محاكمتي، قابلني المحامي وأخبرني بأن الملعقة البلاستيكية التي تسببت في الوفاة كانت ملعقة بلاستيكية تستخدم في الأطعمة السريعة، وتم وضعها في المرق لمدة ساعتين حتى انصهرت بسبب الحرارة. عندما تناول الأطفال الطعام، تجمدت في معدتهم وتسببت في الوفاة.

طُلب مني استدعاء الخادمة للتحقيق معها قبل عدة أيام، ورفضت وأنكرت المزاعم، وقالت إنني هي التي أعدت الطعام وهي فقط قامت بتشغيل الغاز. رفضت تصديقها واقترحت على المحامي إحضارها إلى المحكمة لمواجهتي والشهادة.

وفي اليوم المحدد، التقيت معها أمام القاضي، وسأل القاضي الخادمة عن تفاصيل ذلك اليوم، وسألها إذا كانت هي وضعت الملعقة في الطعام، فأجابت بلا! ثم سألها إذا قمت بوضعها أنا، فأجابت بلا أيضًا.

فقال لها القاضي إذا كنتِ تكذبين، سوف تُسجَنين، ولم تنطق بكلمة واحدة وبقيت صامتة. طلب القاضي تأجيل الجلسة لمدة شهر لإجراء تحقيق أعمق. صرخت وبكيت، لأنني سأظل في جدران السجن لشهر آخر. رأيت والدي ووالدتي خارج غرفة القاضي وهم يبكون ويراقبون القيود على يدي وكأنني جريمة مرتكبة. أما زوجي، فلم أره منذ ذلك الحين، وأشعر أنه يعتقد أنني أنا من قتل أطفالنا.

مر الشهر وكأنه سنوات في هذا السجن المروع، حيث كنا نُجبر على القيام بأعمال التنظيف والعمل والإهانة. حان يوم جاء المحامي ليخبرني أنه التقى بالخادمة وقال لها إن لم تقل الحقيقة فسوف يحكم عليها بالإعدام شنقًا، وأن الله لن يغفر لها. طلبت منها أن تقول الحقيقة مهما كانت العواقب، وأن لدينا أسبوع واحد فقط قبل المحاكمة.

بدأت أفكر وأتذكر كيف كنت لطيفة معها وكنت ودودة، وكم مرة ساعدتها وأعطيتها الملابس والمال. كنت صديقة حميمة لها. هل هذا هو الجزاء للعطف والإحسان الذي قدمته لها؟

شـاهد الجزء الأخير من هنا قصة بلغت الثلاثين ولم أتزوج (الجزء الأخير)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى