قصة زوجتي (الجزء الثالث)
“الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله”
“الله أكبر الله أكبر ولله الحمد”
سمعت تكبيرات العيد مجددًا، ونظرت إلى السماء ودموعي تنهمر بلا توقف. دموع لم أكن أعتقد أنها ستتوقف يومًا ما. جلست على الأرض ووضعت يدي على رأسي وأنا أتخيلها في خيالي. رأيت الزوجة الصالحة الخاشعة وهي تصعد إلى الجنة في يوم العيد، تأخذ ثواب رضا ربها ورضا زوجها، وعبادات لا تعد ولا تحصى.
ظللت صدمة بشدة، كنت أتلقى التعزية وأرى في كل عيون الدهشة، وكلهم يتساءلون بنفس السؤال…
كيف توفيت؟
أنا نفسي لا أعرف كيف توفيت، يقال أنها تعرضت لنوبة هبوط حاد في الدورة الدموية، وأنا أقول إنها كانت خاتمة حسنة. هذه المرأة التي لم تغضبني طوال السنين تستحق الكثير. يا رب، ارزقها الفردوس الأعلى بما قدمته لي من طاعة طوال هذه السنوات. ماتت زوجتي، ماتت وتركتني أحترق في ألف حريق من الألم.
ولكن الموقف الغريب الذي لاحظته في موقف التعزية هو وجود أربع نساء يبدون في حالة يرثى لها يأتين لتقديم العزاء، كأنهن عاملات نظافة في الشارع. رأيت أعين مكبوتة من البكاء وسمعت واحدة منهن تقول بصوت ضعيف جدًا:
“يا رب، أكرمها كما كرمتنا، يا رب، أكرمها كما كرمتنا.”
كنت غير فاهم مَنْ هؤلاء الأشخاص وكيف عرفوا عن وفاة زوجتي، ولم أفهم كيف يحمل بناتي هذا الحماس ويسلمون عليهم بهذه الحماسة. بناتي لا يزالون لا يفهمون حتى الآن أن والدتهم قد توفت وانتهى مرحلة التعزية، وبعد انتهاء العزاء، تحطم قلبي بشكل دائم. كنت أعتقد أنها النهاية، لكنها كانت بداية لأمور أغرب مما يمكن تصوره.
بعد يومين من العزاء، استيقظت في منتصف الليل على صوت بكاء ابنتي أسيل في غرفتها. نهضت من سريري بحالة ضيق وذهبت إلى غرفتها وأنا قلق. فتحت الباب ورأيت أسيل جالسة في زاوية الغرفة تبكي بشدة، وكانت أختها هديل نائمة في عمق النوم. عانقت أسيل وسألتها بصوت هادئ:
“لماذا تبكي يا حبيبتي؟”
“السيدة الشريرة تضربني وأنا نائمة.”
نظرت إليها بقلق ودهشة وقلت:
“أي سيدة؟ يا حبيبتي، ليس هناك سوى أختك.”
“إنها تجعل أختي تستيقظ وتضربني بشدة.”
شـاهد الجزء الرابع من هنا