قـصة جدتـي (الجزء الثاني)
بعد أن خلصت الحصة، ذهبت إلى إدارة الشؤون الطلابية للاطلاع على سجل الغياب، وهناك لاحظت غياب تقى لفترة طويلة جدًا. دعوت الله أن يكون حالها جيدًا، واستمرت الأيام في الهدوء دون أي حوادث. ولكن الشعور بالصراع الكبير ازداد بشكل ملحوظ، وكنت أشعر أن هناك صراعًا يقترب، وعادة ما يكون شعوري صادقًا. لذا، زدت من أعمال العبادة والتقرب إلى الله أكثر فأكثر.
بعد أسبوع كامل، رأيت تقى في الدور، فصرخت باسمها واستدعيتها. وجدتها تبدو متعبة جدًا ومهزومة. سألتها لماذا غابت عن المدرسة، وكانت تبكي وتقول أنني أنا السبب لأنني رفضت أن أعطيها درسًا خصوصيًا. حاولت أن أفهم ما يحدث في حياتها، ولكنها كانت تلومني فقط وتلقي اللوم والعتاب. وفي ذلك الوقت، بدأت كلمة “أبويا” ترن في ذهني، تلك العبارة التي كان والدي يتردد بها دائمًا:
“ساعد الناس يا أحمد، ولو بحياتك.”
وجدت نفسي موافقًا وقلت لها إنني سأكذب على أساتذة المدرسة وأخبرهم أنني سأعود للعمل في أول حصة. وبدت وجهها سعيدة وقالت لي:
“الساعة 8 مساءً، لا تتأخر.”
أعطتني العنوان، ولم أكن قادرًا على رفضها. اعتذرت لإدارة المسجد لإعلامهم بأنني لن أتواجد اليوم لاستقبال حالات المرضى.
عند الساعة السابعة والنصف، أخذت سيارتي وذهبت إلى العنوان الذي كنت قد حفظته في ذهني. كانت لدي موهبة لا أنسى أي شيء على الإطلاق، وكأن الله أنعم علي بذاكرة قوية جدًا. حتى بعد سنوات طويلة، لا أنسى حالات المرضى الذين قمت بعلاجهم عندما أراهم مرة أخرى.
وصلت إلى العمارة ونزلت من السيارة، لكن بمجرد أن دخلت الباب، بدأ قلبي ينقبض. كان هناك شعور يقول إن هناك كارثة على وشك الحدوث. استعنت بالله ورددت بعض الأذكار ووضعت ثقتي في الله.
عندما اقتربت من الشقة، بدأ الشعور يزداد، صدري يضيق وقلبي ينبض بسرعة. حاولت أن أتحكم في نفسي وطرقت الباب.
لحظات قليلة وفتحت تقى الباب، عندما رأتني، لاحظت أن وجهها تغير، لكنها استقبلتني بترحيب ودخلتني إلى الصالة. زاد شعوري بالتوتر، الفتاة بعد لحظة جلست بجانبي وطلبت أن نبدأ الحصة.
استعدت الكتب وجلست بجوارها، كنت على وشك أن أبدأ، ولكن توقفت وانصتت لما سمعته، صوت همهمات غريبة يأتي من الغرفة الداخلية. كانت همهمات تجعلك تعتقد أن هناك حيوان داخل الغرفة. حاولت تجاهل الأمر، لكن الصوت عاد مرة أخرى بقوة.
شـاهد الجزء الثالث من هنا