قـصة جدتـي (الجزء الثالث)

عندما فتحت لي تقى الباب، لاحظت تغيرًا في ملامح وجهها، لكنها استقبلتني بترحيب ودعتني للجلوس في الصالة. زادت حالة التوتر بداخلي مع مرور الوقت، وبعد لحظات جلست تقى بجواري وطلبت مني أن نبدأ الحصة.

أعدت الكتب وجلست بجانبها، كنت على وشك البدء، ولكنني توقفت فجأة وركزت على الصوت الغريب الذي سمعته. كان صوت همهمات غريبة يصدر من الغرفة الداخلية، كأنها همهمات حيوان موجود في الغرفة. حاولت تجاهل الموضوع، لكن الصوت عاد مرة أخرى بشكل أعلى وأقوى.

أصبح الصوت يشبه صوت قراءة قداس، فسألتها بتوتر عن ما يحدث، فأخبرتني أن جدتها تصلي. طلبت مني أن أتحدث معها، فأخبرتني أنها قالت لها إذا طلبت الحديث معها يجب أن تدخل الغرفة.

استغربت بشدة، ولكن الصوت كان يضغط على أعصابي بشكل فظيع، وهذا دفعني للنهوض من مكاني والاقتراب من الغرفة. كانت هذه الموقف يعتبر تجسسًا واضحًا، ولكن كلام تقى أطمأن قليلاً، خاصة إذا كانت جدتها قد تكون مريضة. اقتربت بهدوء وخبطت على الباب، لكنني لم أسمع سوى همهمة الصوت. فتحت الباب بهدوء، ولكن تفاجأت بالمشهد الذي شاهدته.

كانت هناك ستة سيدات مسنات يجلسن في دائرة من الشموع، وكانوا يسجدون لتمثال بشع يشبه الشيطان. لم يكن هناك شك في أنهم يعبدون الشيطان، وجدة تقى كانت من عبادة الشيطان والله أعلم بما يحدث بعد ذلك. شعرت بالدم يغلي في أعماقي، وصرخت بصوت عالٍ قائلة: “ماذا تفعلين؟!”

حينها نظرت إلي، وأمسكت بيدي بشدة غريبة، ثم بدأت تقبلها وتكرر كلمة واحدة: “انقذني، أرجوك”. بقيت واقفًا مصدومًا وغير فاهم للأمر، ولكن بعد لحظات بدأت نظراتها تتغير، وصوتها يصبح خشنًا وتقول: “سأقتلك إذا اقتربت مني”. حينها عرفت أنها تعاني من حالة انتحارية، ولكن هذا المس من قوى شيطانية قوية جدًا، ربما يكون من المردة أيضًا. ولكن معي ربٌ لا يخشى، الذي يصلي ويملك علاقة قوية بربه، فلن يخاف.

وضعت أظافري بقوة على جبينها وتكلمت بصوت عالٍ قائل:

“إن الله يدافع عن الذين آمنوا”

وأصبحت أكررها بصوت قوي ومرتفع. حينها بدأت عينيها تتلألأ باللون الأبيض الساطع. أستعيذ بالله وبدأت أقرأ عليها، ولكن وأنا أقرأ وهي تتمايل وتتحرك، سمعت صوت ضحكة تأتي من خلفي. لما التفت رأيت تقى تمسك سكينًا وتقترب مني بابتسامة شريرة وشيطانية.

حينها أدركت قوة الشر المتواجدة في هذا المنزل، إنه شر عظيم، ولكن ربنا لا يتركني وحده، استوليت بقوة على ذراعها حتى سقطت السكينة وجلست بجوار جدتها بشكل عنيف. وبدأت فورًا في تلاوة آيات الحرق. كانت الشياطين في كل مكان، وكان من الصعب التعامل معهم على الإطلاق. إن الحرق كان الحل الفوري والملائم للتصدي لهم. لم يكن لدي وقت للتردد.

شـاهد الجزء الرابع من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى