قـصة جدتـي (الجزء الرابع)

أدركت حينها قوة الشر العظيم الموجود في هذا المنزل، إنه شر مُدمِر، ولكن رغم ذلك، ربنا لا يزال معي، ولا أعرف حقيقة ماذا يحدث عندما يكون لديك إيمانًا قويًا بربك وتعبده. أمسكت بذراعها بقوة حتى سقطت السكينة، وجلست بجوار جدتها بقسوة. وبدأت فورًا في تلاوة آيات الحرق. الشياطين كانت توجد في كل مكان، ولم أكن قادرًا على التعامل معهم على الإطلاق. إن الحرق كان الحل الفوري والمناسب لمكافحتهم.

وما للأسف، كان الأمر شاقًا للغاية، شاقًا بنفس القدر الذي استنزفت به طاقتي وأنا أسحب الثعبان من قلب الظلام. تعرضت لتشنجات وصرخات وأفكار وهمية تدور في الغرفة، وكان الشيطان يهددني بالقتل. حاولت الفتاة أن تنتحر ثلاث مرات، لكني نجحت في إيقافها في الوقت المناسب.

بعد ثلاث ساعات من التلاوة، أصبحوا هادئين تمامًا، انتابهم النعاس العميق. في ذلك الوقت، كنت على وشك الإنهاك، صوتي ضعيف، وكنت غير قادر على التحرك. لكن كان عليّ أن أتحرك بسرعة. جمعت جميع أدوات السحر الموجودة في الغرفة، وأي شيء غريب وأحرقتهم.

بعد ذلك، قرأت الرقية في جميع أنحاء الشقة لتطهيرها، وشغَّلت الإذاعة التي تبث تلاوة القرآن الكريم، ثم فتحت البلكونة بعد أن رشيت ماءً مثلجًا في كل ركن من أركان المنزل.

وظللت جالسًا في الصالة حتى الفجر، في انتظار استيقاظهم. عند الساعة الثالثة، استيقظت العجوز المرهقة، خرجت وهي مجهدة. وعندما رأتني وسمعت صوت القرآن، سجدت على الأرض وبكت لمدة نصف ساعة تقريبًا. قمت بتواسيها بلطف وظللت بجانبها حتى تهدأت وطلبت منها أن تشرح لي.

بعد بكاء طويل، بدأت تحكي لي قائلة: “أنا ممارسة للسحر منذ 20 عامًا، وبسبب تقدمي في هذا المجال والعبادة للشيطان، استطعت أن أستعين بخادم قوي، خادم لا يمكن أن يتم استغلاله بسهولة، يُدعى …”. استمريت في الكفر والظلمة حتى تعبت بشكل غريب وشاهدت الموت أمام عيني. في ذلك الوقت، أدركت أن وقت الحساب قد اقترب بشدة، وأن كل ما فعلته سيكون له عواقب عند ربنا. وبدأت أسمع صوت هدير جهنم يتصاعد بسببي، حتى رأيتها في أحلامي تناديني.

في ذلك اليوم استيقظت وبكيت بشدة. كنت أعلم أني محكوم عليه بالهلاك بلا محالة، ولكن لماذا تذكرت أن رحمة ربنا واسعة، وأنه يقبل التوبة عن أي شيء مهما كان، واستعادت الأمل في داخلي. لكن الشيطان لو شعر أني أحاول التوبة، لأحرقني حرقًا، لأنه كان يسيطر علي وعلى حفيدتي إلى أبعد الحدود.

وبدأت أنادي بسرٍّ خلال أسبوعين كاملين، “التوبة يا رب”.

وبعد أن قلت “التوبة يا رب” في داخلي دون أن يتحرك لساني حتى لا يعلم أحد، بعد أسبوعين من الاستغاثة، حلمت بك. رأيتك في حلمي تمد يدك لتساعدني، وقيل لي في الحلم أنه لا يوجد أحد يستطيع مساعدتي سواك. الغريب في الأمر أنني رأيت تقى، حفيدتي، بجوارك. تحدثت معها ووصفت شكلك لها، وقالت لي أنك المعلم الخاص بها. على الرغم من غيابها الكثير، إلا أنها كانت تعرفك جيدًا… ويتبع.

شـاهد الجزء الأخير من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى