جدل سعودي حول عمل الأنشطة التجارية طوال اليوم.. لماذا الاختلاف ؟
أثار القرار الذي تبناه مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حول السماح للأنشطة التجارية في المملكة بالعمل على مدار الـ 24 ساعة، جدلا واسعا بين أبناء المملكة، بين رافض للقرار يراه تسامحا في العمل وقت الصلاة، ومؤيد يرى القرار خروج عن التقييد ودعم للحرية الشخصية.
قرار مجلس الوزراء السعودي، الذي تم إصداره يوم الثلاثاء الماضي، يسمح للأنشطة التجارية بالعمل لمدة 24 ساعة، وذلك بمقابل مالي يحدده وزير الشؤون البلدية والقروية، وفقا للاعتبارات التي يقدرها، كما أن القرار يحدد بعض الأنشطة التجارية التي لا يسري عليها هذا المقابل المالي، وذلك وفقا لما تقتضيه المصلحة العامة أو طبيعة تلك الأنشطة.
الانقسام حول القرار، جاء انطلاقا من اختلاف وجهات نظر السعوديين، فالمؤيدونلقرار فتح المحلات التجارية طوال اليوم، يؤكدون أن القرار يتماشى مع التطورات التي تشهدها المملكة خلال الفترة الراهنة، حيث يجري العمل بشكل مكثف على تطبيق رؤية 2030، فضلا عن أن ظروف العمل ونمط الحياة العصري يجبر الكثيرين على السهر طوال ساعات الليل، ما يعني أنهم بحاجة لأسواق متكاملة تسد احتياجاتهم، بالإضافة إلى أن هذا القرار يوفر مزيدا من فرص العمل.
معارضو قرار مجلس الوزراء، يعتبرونه خروجا عن المألوف في المملكة، وهو الأمر الذي سوف يؤدي إلى تغيير نمط الحياة بالسعودية، وهو ما يشجع الشباب والأفراد داخل المملكة على السهر، فضلا عن أنه سيكون مبررا لإلغاء قرار إغلاق المحلات وقت الصلاة. كما أن القرار الجديد يلغي قوانين تنظيم عمل الأسواق بالمملكة، التي تؤكد على ضرورة أن تغلق المحلات التجارية أبوابها لمدة 6 ساعات يوميا، تبدأ عند منتصف الليل وحتى السادسة صباحا، مع وجود استثناءات للصيدليات ومحطات الوقود والمطاعم على الطرقات الرئيسة خارج المدن.
الإحصاءات الرسمية السعودية تؤكد أن هناك نحو 500 ألف منشأة تعمل في قطاع التجارة الداخلية بالمملكة، غالبيتها في نشاط البيع بالتجزئة، فيما يتجاوز عدد العاملين في تلك المنشآت مليوني عامل سعودي وأجنبي، لكن مع تطبيق قرار العمل على مدار الـ 24 ساعة، من المؤكد أن عدد العاملين في هذه الأنشطة سوف يتضاعف.