قصة قـ.ـسـ.ـوة الأم !(الجزء الأخير)
عندما ذهبت الأم إلى المقبرة، اكتشفت أن ابنتها ما زالت على قيد الحياة. حملتها بسرعة وبدأت في إرضاعها، ومع ذلك، كانت حالة الطفلة سيئة للغاية. عادت الأم مع ابنتها إلى المنزل على عجل، وقامت بمحاولات متكررة لإطعامها حتى بدأت الرضاعة تتحسن تدريجياً. في تلك اللحظة، لم تكن تفكر المرأة في زوجها وما سيفعله عندما يعلم بما حدث، كان كل ما في بالها هو صحة وسلامة ابنتها الصغيرة.
من ناحية أخرى، كان الزوج يشعر بالقلق من أن زوجته قد أنجبت فتاة. كان يخطط للهروب والابتعاد، لكنه تعرض لهجوم من قبل بعض اللصوص أثناء سفره، وتم سرقة أمواله وتعرض لضرب مبرح. حاول النجاة والتوجه نحو الشاطئ، لكنه لم يتمكن من التحمل ولم يصمد طويلاً بسبب الضربات العنيفة. غرق في المياه وبينما كان يغرق ويتجه نحو قاع الماء، شاهد شعاعًا من النور يتسلل من الأعلى ويصل إليه. ثم رأى طفلة صغيرة تقترب منه من الجهة التي تشع نورها، ووجهها كالبدر في تمامه. مدت يدها الصغيرة نحوه وقالت بكلمات بريئة وطفولية “لا تستسلم يا أبي”.
واستمرت الطفلة قائلة “أعطني يدك يا أبي، أنا فاطمة، ابنتك”. فتح عينيه مرة أخرى بعد إغلاقهما للتحقق من ملامح الطفلة وهو يحاول تحديد هويتها، لكنها اختفت مرة أخرى قبل وفاته.
في غضون دقيقة واحدة، كان يكافح الموت ويسعى للوصول إلى سطح الماء. بذل كل جهده وتحمل المعاناة حتى وصل إلى السطح مرة أخرى وأخذ نفساً عميقاً. كان على شفير الموت، ولكن الفتاة الصغيرة التي جعلها الله تكون سبباً في إنقاذه.
ثم وصل إلى الشاطئ وخرج من الماء، واستعاد تنفسه بصعوبة. بعد دقائق قليلة، وبعد تجاوزه التعب والمحن التي عاشها، يتذكر تلك الكلمات “لا تستسلم يا أبي، أعطني يدك يا أبي”. ويتذكر زوجته التي كانت على وشك الانقطاع عن الحياة. يسارع إلى المنزل بحثًا عن شعاع النور، يبحث عن بريق الأمل الذي أنقذه من الموت. يدخل على زوجته وهو في حالة غريبة، ويبدو عليه التعب.
يجد زوجته تحمل ابنتهما على يديها وترضعها وتحتضنها. تنظر زوجته إليه بنظرة رحمة وتطلب منه ألا يحزن وأن يتركها وشأنها. يقترب منها ببطء ويراقب وجهها بتأمل، ويبكي دون أن يدري. يتصاعد صوت بكائه ويعلو نعم، إنها هي، ابنتي فاطمة. إنها النور الذي أنقذه من الهلاك. نعم، هي نفس الطفلة بنفس الملامح والهيئة والجمال والبراءة. يحملها ويعانقها وينهمر في البكاء، ويروي لزوجته ما حدث.