قصة زوجة (الجزء الأول)

زوجة تحكي: بعد مرور خمسة عشر عامًا من الزواج والصبر والتمسك بجانب زوجي خلال مرضه، أصبح شفاءه وشفاؤه أمرًا منحنيًا وتحدِّيًا صعبًا. تعرضت لاختبارات صعبة من أم زوجي التي كانت تحملني فوق طاقتي، ولكن كنت أصبر وأتحمل كل هذا لأكون نعمة وزوجة للرجل الذي أحببته. وكنت دائمًا واثقة بأن الله سيشفيه، بينما كان زوجي يتعجب ويقول لي “أنت تعيشين في عالم الأماني!” وكان ردي هو: “إن الله قادر على كل شيء”. وعندما شفاه الله وتعافى، شعرت بفرحة عارمة. كنت أنتظر بفارغ الصبر لحظة يطلب فيها مني أن نسافر معًا في شهر العسل.

لكنني لم أشعر بالفرحة التي تشعر بها الفتيات الأخريات، بسبب مرض زوجي وتعرضه لحادث في يوم زفافنا. كنت أتوق لرعايته وكانت لدي تفكيرات حول كيفية الاستجابة له، وفي هذا الوقت طلب مني السفر في شهر العسل. لم أكن سعيدة مثلهن، لأنني نسيت أن أنظر إلى نفسي في المرآة لألاحظ تقدمي في العمر والاهتمام بصحته، ولكنني نسيت الاهتمام بنفسي وظهرت التجاعيد وأنا لم أنتبه إليها.

العمر يمضي بسرعة. بعد شفاء زوجي بعد شهرين، وبعدما تعودت على كوني خادمة له، كان يطلب مني أن أقوم بكل شيء في المنزل. لم يكن يمنحني وقتًا للاستراحة، وكان يقول لي: “أنت مهملة”، وهذه هي المرة الأولى منذ خمسة عشر عامًا التي يقول فيها لي هذه الكلمة. صُدمت وبكيت بحزن عميق. كنت أنام في الساعة الثانية عشرة منتصف الليل وأستيقظ في السابعة صباحًا دون أي استراحة، إلا أنني أجد الراحة فقط في أوقات الصلاة. نحن نعيش في بلد ريفي، والكثير منكم يعرف نظام الحياة في البيوت الريفية.

 دون أن أطيل عليكم، بدأ زوجي يراني عجوزًا ولا يبدي أي اهتمام بي. وفي يوم ما، أعلن أمام الجميع من أهله أنه سيتزوج امرأة أخرى ليعوض سنوات عمره التي أمضاها مريضًا. هل تعرفون ماذا يعني الشعور بالذل والاكتئاب والألم وقمع الدموع لكي لا ينهار الكبرياء؟ كنت أشعر بأن روحي تتلاشى ببطء مُذهِل. مرت أسبوعًا كاملاً، وبعد التفكير والاستخارة، قررت أن أطلب الطلاق وأتنازل عن كل شيء،

بما في ذلك الممتلكات التي بقيت في منزله، حتى ملابسي تركتها لأخواته اللواتي كانوا يسخرون مني ويستغلونني. غادرت منزله مع أخي وبكيت بحرقة، وكان الجيران يبكون لمشاهدة بكائي وكانوا يدينون زوجي بأقسى العبارات. ثم جاء أحد الجيران أمام المسجد وقال لي: “ألست تعتقدين برب العالمين؟”، فأجبته: “نعم، إن الله سيريني العون حتى وإن بعد حين”. فقال: “والله ستجبرين قريبًا”. عدت إلى منزل أخي ووجدت عملاً، ولله الحمد بدأت أستعيد شبابي وحيويتي. شعرت بأنني مستحقة لحياة أفضل. مرت فترة من الزمن، ربما عامان تقريبًا…

شـاهد الجزء الأخير من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى