طـعــ,ــنة من قريب

أنتِ لستِ عذراء يا هنا. نظرتُ إلى زوجي بارتباك، وعقلي تشتت ودموعي تتجمَّد في داخلي. “كيف يعني لستُ عذراء يا سليم؟ والله لم يلمسني أحد قبلك، أنتَ أول رجل في حياتي والله”، بدأتُ أقسم وأصرخ بصوت مكسور وبحنجرةٍ مليئة بالبكاء. تصاعدت ضحكاتي الحزينة ووضعت يدي على وجهي بحسرة وألم. “كيف يا رب، كيف؟ والله لم يلمسني أحد قبل هذا، والله لا أتذكر شيئًا، لا، بالتأكيد ما يحدث خطأٌ وحلمٌ وسأستيقظ منه. اليوم فرحتي بسليم، جاري وحبيبي وملجئي وشريك عمري، وما يحدث هو حلمٌ أعلى عني، أنا غير قادرة عليه”.

كل تلك الكلمات بقيت أنطقها لنفسي، وأنا لا زلت غارقة في غياهب الأحزان والدموع التي لا نهاية لها. وفي هذا الوقت من حزني، كلمة واحدة هزت كل شيء في داخلي: “هل أطلقك الآن؟ أم أأخذك إلى بيت أهلك لكي يتصرفوا معك؟ أم ماذا أفعل؟”.

وجهه يعكس الألم وعينيه لا ترى شيئًا بسبب كثرة الدموع. “طلّقني يا سليم وأنا سأغادر من بيتك فورًا، ولكن أعلم أنني حقًا لا أعرف كيف حدث هذا، وبالله عليك صدقني، ولا أفهم مدى قيمتك وحنان قلبك بالنسبة لي، أنا لا أفهم ما حدث”.

أمسك وجهي بين يديه وظل يقترب مني بشدة، وهو ينظر إلى عيني بدموع خفية، واقترب جانبه مني واحتضنني بحنان وعشق. “لولا أنك أعز ما أملك، ولولا أن قلبي مرتبط بعينيك وروحي متعلقة بك، لكنت رميتك بعيدًا عن منزلي بقسوة”. نزلت دمعة من عيني سليم، نزلت لتروي قلبي فحسب، واستمر وهو يبكي بشدة: “كنت أعتقد أنا وهنا سنكون طفلتينا وابنتينا سويًا في بيت واحد، وسنحقق كل ما حلمنا به سويًا، لكن كل ذلك، وحتى بعد أن حققنا ما كنا نحلم به، تبين أنه كان وهمًا، فقد خسرتك يا هنا”.

قام بالنهوض من السرير وكان صدره عاريًا، ولأول مرة سمعت صوتًا مليئًا بالقسوة والعشق والاستبداد، لم أستطع تمييز صوته في تلك اللحظة. “قومي وارتدي ملابس، هيا!”، هربت على الفور من السرير وأغطيت جسدي بالبطانية بخوف. “إلى أين سنذهب يا سليم؟”، نظر إليّ بزاوية العين ووضع يده على الخزانة. “سنذهب إلى بيت أهلك يا هنا”.

ركعت تحت قدميه وبدأت التوسل: “بالله عليك يا سليم، لا أريد ذلك. لا يمكنني قبول وضع أهلي وأبي وأمي في مثل هذا الموقف. لم أفعل شيئًا ولا أعلم متى وكيف يحدث ذلك. أنا لست بعاهرة ولا أعلم إن كنت لا زلت عذراء أم لا. لن أذهب ولا أذهب إلى بيت أهلي”.

سحبني بقوة من يدي ووقفت على قدمي: “ألما تقولين لي قبل قليل أننا سنطلق وأنك ستغادرين المنزل، إلى أين كنتِ ستذهبين؟ قولي لي، بالتأكيد تتوجهين إلى عشيقك. طبعًا، أنتِ وحشة، أليس كذلك يا سيدتي هنا؟”

كان كلامه يجرح كرامتي وقلبي وروحي وأنوثتي، لكنني فجأة مددت يدي نحوه وضربته بالقلم. كانت هذه أول مرة أضرب فيها أو أتعامل بقسوة مع أحد، لم أتوقع أنني سأكون قسوة على نفسي وأن أحطم قطعة من وجودي وجزءًا من روحي.

فورما ضربته، أمسكني بقوة من ذراعي وحاوطني بيديه، وسطيني بثبات واستولى على جمالي وأنوثتي، التي استولت على قلبه وقيدت روحه. نظر في عيني وعلى جسدي، أمسكت بيدي الأخرى البطانية وشددتها على جسدي بخوف شديد، كنت خائفة جدًا، كما لو أنه شخص مجهول تحوّل. نظرت في عينيه بشدة، وفجأة، العشق غزا قلوبنا واستوطن عقولنا. سحبني بعاطفة وذهب بي حتى لا أعلم إلى أين!

وفجأة وبدون سابق انذار !!!؟؟؟؟

شـاهد الجزء الثاني من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى