طـعــ,ــنة من قريب (الجزء الخامس)

وفجأة، سحبني سليم بعاطفة وصوت ضعيف وقال بدهشة: “هل هنادي لم تكن معهم؟ لماذا؟ هل لا تزال غاضبة منا؟”

نزلت عن طرف السرير وركع على الأرض، أخذ يمسك يدي بين يديه ونظر بشدة في عينيّ. قال سليم: “لم نفعل شيئًا خاطئًا تجاه أحد. أنا وأنتِ كنا نحب بعضنا، ووصلنا إلى منزلنا. أمسكت بيده المحيطة بوشه وقلت له: ولكن يا سليم، لم يكن من المتوقع أن تحدث هذه الأمور منها، إنها أختي. وقبل أن أكمل جملتي، قاطعني سليم بحدة قائلاً: “لا نحكي عن هذا الموضوع بعد الآن. انتهى كل شيء، قسمة ونصيب، وكل شخص حصل على حصته. المهم أنكِ لديّ، أنتِ هدفي يا روح قلبي سليم.”

عدلنا من جلستنا ونامنا معًا كالعادة، في ضمّة بلا خوف أو قلق، وكأن الأمان والعشق يرتسمان على قلبي وحياتي بعد أن أحببته.

فلاش باك: هنادي هي أختي التوأم، كنا قريبتين جدًا، حتى أنكم لا يمكنكم تخيل ذلك. ولكن منذ ظهور سليم في حياتنا ورؤيته لي، بدأت هنادي تتغير تجاهي في كل شيء، حتى طريقة معاملتها أصبحت مختلفة، كما لو أنها تحولت إلى شخص آخر. لم أكن أعرف ماذا يحدث، ومرت السنوات حتى انتهى سليم من دراسته الجامعية، وأنا انضممت إلى الجامعة أيضًا وتكيفت مع البيئة الجديدة. وكلما تعودت على الحياة الجديدة، كلما بعدت هنادي أختي عني، كأن راحتي لا تعنيها. حتى جاء ذلك اليوم الذي لا أستطيع أن أنساه أو أحذفه من ذاكرتي، فهو محفور في روحي وقلبي بشكل لا يمكن نسيانه.

استيقظت على إيقاع قلب سليم الذي أعشقه، إنه ينبض بشكل خاص. فتحت عيني على وجهه وملامحه التي أعشقها، وسأظل أعشقها حتى النهاية. نشبت رغبة في يدي بالمس وجهه بشغف، وأنا لا أزال عيني مغلقتين بحنان.

بفعل حركتي، استيقظ من نومه وفتح عينيه البنية التي أغرقت فيها، وابتسم بعشق. قال سليم: “اشتقت لكِ، أيتها الملامح الخاصة بروحي سليم”. أدينت برأسي بلا وعي وحب.

اندثر سليم بشكل أكبر في أحضاني، وأنا استمرت في اقترابه أكثر، أرغب في دمجه في داخلي، لا أعرف كيف، ولكن هذا هو شعوري.

بعد فترة طويلة، خرج من أحضاني وذهبنا إلى المطبخ لتحضير الإفطار. أعدنا الطعام وبعد الانتهاء، سمعنا صوت جرس الباب يرن.

ذهب سليم لفتح الباب ووجدت هنادي، أختي، وخطيبها يزن الذي لا يعجبني على الإطلاق، لا أعرف لماذا أكرهه بهذه القوة.

أخرجتها من عناقي بشوق كما لو أنها غابت عني لسنوات، بالحب والشوق. لكنها استبدلت عناقي ببرودة وتحية مجاملة ليزن، وذهب سليم بهم إلى الصالون، وأنا دخلت المطبخ لتجهيز شيء لهم يشربوه. كنت سعيدة لوجودها بقوة، وفي حين كنت أحمل الصينية لأخرج بها، سمعت صوتًا يناديني بسخرية قائلاً: “عرفتي انك مش عذراء يا هنا؟”

شـاهد الجزء السادس من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى