طـعــ,ــنة من قريب (الجزء السادس)
عندما كنت أحمل الصينية للخروج بها، سمعت صوتًا واضحًا يستهزئ بي، يقول: “كيف عرفتِ أنكِ لستِ فتاةً صحيحة يا هنا؟”
نظرت بصدمة وقلبي ارتعش كالكهرباء من شدة الصدمة. كلمة مثل هذه من شخص غير متوقع، لم أتوقعها أبدًا منه. اقترب يزن، خطيب هنادي أختي، أكثر وابتسم في وجهي بابتسامة شريرة وغادرة.
قال يزن: “هل فهمتِ كلامي بشكل صحيح؟”، هذا ليس سوى بداية، يا قلب يزن!
أسقطت الصينية من يدي بسبب الرعشة التي اجتاحت جسدي وروحي وحتى قلبي، حيث بدأ يرتجف وكأنه لا يستطيع النبض بسبب الصدمة. تجمدت بالكامل مثل قطعة ثلج.
توجه سليم وهنادي نحو الصوت الذي نشب في المطبخ، وأنا نزلت مع الكسر الذي حدث قبل أن ينتبه سليم إلى حالتي المتوترة. عندما نزل يزن معي، نظر في عيني ولمس يدي بطريقة قذرة ومخيفة.
قال يزن: “أتفهمين أناقتك جيدًا، يا ذكية، أنتِ تثيرين موضوع الحوار الذي حدث بيننا، وكأنكِ لم تقولي شيئًا ولا أعرف لماذا. ولكني لا أدري كيف يمكن لزوجك أن يسمح لكِ بالبقاء في منزله مرة أخرى بعد اكتشافه ما اكتشفه. لستُ متأكدًا من رجالة مثله، لو كنتِ من أحدهم لرميتِكِ في الشارع ليأكلكِ كلاب الشوارع.”
عيناي لم تستطعا تمالك الدموع، وانسكبت دون أن أشعر. ركض سليم نحوي وقال: “ما الذي يحدث يا حبيبتي؟”
نظرت إليه بعيون محطمة وقلت له وأنا أمسح دموعي: “لا شيء، فقط ارتعبت عندما تعثرت بالسجادة، لكن شكرًا ليزن على مساعدتي ومرافقتي قبل أن أسقط.”
نظر سليم إلى يزن وقال: “شكرًا لك، يا يزن، لو لم تخرج للحمام لكان هناك ما يحدث، ماذا حصل؟”
أجاب يزن: “لا شيء، نحن جميعًا أسباب في حياة بعضنا البعض.”
خرجنا واستمرت الجلسة لفترة طويلة بين الضحكات والمزاح بين سليم وهنادي، لكن أنا… أنا أفقدت كل شيء. يا الله، أنت الوحيد الذي يعرف حالتي، أنت الوحيد القادر على إنقاذي وعلى كل شيء. ارحم ضعفي.
هذا ما كنت أردده وأدعو به طوال الجلسة.
ولكن الأمر الذي ألم بي أكثر هو أن هنادي لم تكن كباقي الأخوات على الإطلاق. بقيت تضحك ببرودة ولا ترد عليَّ، حتى على سؤالي عن حالها وعن حياتها مع يزن، كأنني لا أتحدث. هي لم تكن مهتمة طوال الجلسة سوى بسليم، وكأنه هو المحور الرئيسي للجلسة، وهو الوحيد الذي تتحدث معه وتتحدث عنه. أما أنا، فلم يكن لي مكان في قلبها بعد ما حدث.
فلاش باك
تغيرت هنادي بشكل كبير بعد ذلك اليوم، ولا أستطيع أن أنسى ردة فعلها وكلامها. في يوم ما، قدم سليم نفسه لطلب يدها، وقال لأبي:
سليم: “أنا جئت لأطلب يد هنادي هنا، وأنا متشرف بها. صدقني، سأحافظ عليها كروحي، وكأنها الأوكسجين الذي لا يمكنني العيش بدونه. أود أن أخبرك بذلك لكي لا تعتبرني يتيمًا أو غير محبب للعلاقات العائلية. لم يكن لدي حنان الأم أو الاهتمام بالمنزل من والدي فقط، بل أنا أعطي نفسي أيضًا.”
وافق أبي بعد هذه الكلمات، لكن موافقته كانت تعني نهاية علاقتي بأختي هنادي. للأسف، كانت هنادي تحب سليم بشدة، ربما أكثر مني. كانت قد خططت لمستقبلها معه وشاركته كل شيء. كان يوم قراءة الفاتحة يشعرني بالكابوس، كان ينذر بشؤم على حياتي. لا أعرف لماذا شعرت هنادي بهذا الشكل، ربما بسبب حبها الشديد له. في ذلك اليوم، استمرت هنادي في صراخها وشتمي وضربي بطريقة غبية، وقالت لي أشياء قاسية.
هنادي: “لماذا تأخذين كل شيء أرغب فيه؟ أنت لعنة في حياتي، أكرهك يا هنا. يا رب، أتمنى أن تموتي، خذها ودعني في سلام. أنت كابوس! وربما لن تجدي السعادة أبدًا!”
تركتها تستمر فيما بدأته دون أن أعارض. تركتها تضربني وتعنفني وتؤذيني جسديًا وروحيًا، المهم بالنسبة لي أن تخرج كل ما في داخلها. لم يكن قصدي يا هنادي أن أؤذي قلبك، فالقلب لا يميز. هذه كانت الكلمة التي قلتها بمجرد خروجي من غرفتي بعد أن أفرغت كل ما في داخلي.
منذ ذلك اليوم، لم أعد أتحدث معها، وعيني لا تلتقي بعينيها. أصبحت ميتة في نظرها، وأصبحت لعنة في حياتها.
شـاهد الجزء السابع من هنا