طـعــ,ــنة من قريب (الجزء الثامن)

يزن: إذاً، أنتِ تنسين أن لولا وجودي، لما حدثت كل هذه الأمور؟!

أنا الذي اقترفت ذلك!؟

هنادى، التي يطلق عليها بعض الناس لقب أختي وتؤامي: وسأظل أفعل المزيد يا حبيبتي هنادى!

في منزلي، أنا وسليم. اطلقني يا سليم من أجلي. كنت أقول ذلك وأنا في أحضانه. حقيقة، كنت أشعر أنه من الأفضل أن أموت في حضنه، بدلاً من ضعفي وهو بقوته. سليم ينظر في عيني، وعيناه مليئتان بالدموع التي لا تنتهي.

سليم: لا تعبري عن تلك الكلمة مرة أخرى. لا تسمعيها منك. وأعدك أنني لن أتركك، سواء كنتِ من أي نوع. وسأحمي حقك وأنا واثق أنك طفلتي الصغيرة هنا، لا يمكن أن تعاملي بهذه الطريقة. أنتِ ابنتي منذ اليوم الذي رأيتكِ فيه، وأمي منذ أول مرة أخبرتكِ بحبي، وكنتِ منذ اللحظة التي كتبت اسمك على قلبي. أخذني في حضنه بقوة حتى تنظم أنفاسي، إشارة أنني أغفو في أحضانه. قام بتحملي بلطف ونمنا معًا كالعادة، نمت وكأنني وجدت هدوءي ولطف العالم حقًا في قلب سليم، طفلتي.

بعد ذلك، بعد زواجنا، بدأ سليم يذهب للعمل. كان يعمل كأستاذ في الجامعة، نظرًا لمهارته وجهوده الكبيرة في دراسته، تم تعيينه كمعيد، وبعد ذلك أصبح دكتورًا. تركني وحدي في المنزل، وكنتُ أتمنى ألا يتركني أبدًا. فترة بعد رحيله، سمعت الجرس يرن، ركضت لفتح الباب بعد تغطية شعري وارتداء العباءة. فتحت الباب ووجدته هناك، أه يزن، خطيب هنادى. وهو ينظر بطريقة غريبة وبتعابير قذرة، يقول: “ألن تسمحي لي بالدخول يا قمر؟ أم أنكِ سترفضين؟”

نظرت إليه بدهشة وعدم تصديق لأي كلمة قالها، وقلت بقوة اصطناعية من داخلي: “كيف تتجرأ على القول بذلك؟ وكيف بالأصل تجرؤ على التحدث إليّ؟ أليس ذلك جنونًا؟”

دخل الشقة بتكلف وأغلق الباب وراءه. أصبح جسمي متوترًا، وقلبي توقف عن النبض، لم أسمعه حقًا، حتى قرب أكثر ومسك يدي بابتسامة شريرة.

يزن: “أنا الذي فعلت ذلك! هل تفهمين؟ أنا الذي اغتصبتكِ قبل أن تتزوجي سليم!”

بعد أن ركضت نحوه، أمسكته من قميصه بقوة وانتابني غضبٌ لا يُطاق. صرخت به بكل قوتي: “أيها الخائن، أنا سأجعلك تندم بين يدي الله! سأقتلك!”

تساءلت في صوت مرتفع: “لماذا فعلت هذا؟ لماذا خانتني أنت وضيعت حياتي وحياة سليم وهنادي؟ ماذا سأقول لهم؟ كيف حدث هذا بدون أن أشعر أو أعلم بشيء؟!”

فجأة، شعرت بدوخة تجتاح جسدي وتسلبني الوعي. بينما كنت أفقد وعيي، سمعت صوتًا يهمس بخوف: “استيقظي! استيقظي!”

استعادتني ووضعني على السرير. أتذكره وهو يردد كلمة أصابت قلبي بقوة، قال: “أنا آسف، والله!”

لم أستطع أكمال الكلام، الغضب الشديد سيطر علي. يزن قال بخوف: “حاولي الهدوء! انتبهي لنفسك!”

أخبرته بغضب: “أنت غبي يا يزن! سأنهيك! هل تعتقد أنك ستفلت؟ أنا صورتك وأنت تغتصبها، أيها الوغد!”

شـاهد الجزء التاسع من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى